قبل عامين خرج رئيس الوزراء الأسبق هشام قنديل من مستشفى أسيوط الجامعى مهرولا بصحبة حرسه الخاص ووزير الداخلية السابق محمد إبراهيم ومحافظ أسيوط وقتها بعدما طردهم أهالى الأطفال المصابين والذين لقوا مصرعهم فى حادث أتوبيس مدرسى.
وفى اليوم التالى لتلك الزيارة التى انتهت بغضبة الأهالى، احتلت صور مستشفى أسيوط الجامعى رؤوس الصفحات الأولى للصحف اليومية فى مصر واهتمت «المصرى اليوم» بإبراز تدهور حالة مستشفيات الصعيد فى سلسلة تحقيقات وتقارير صحفية تلت تلك الحادثة.
مر عامان على تلك الواقعة ولا يزال مستشفى أسيوط الجامعى وغيره من مستشفيات أسيوط على الحالة نفسها دون تغيير.
«المصرى اليوم» قامت بجولة داخل عنابر المستشفى المسمى بالقصر العينى بأسيوط، لتجد تكدس المرضى فى الردهات وعلى الأسرّة المتهالكة كما شهدت الصور التى التقتطها عدسة الصحيفة قبل عامين. والتقت «المصرى اليوم» بالمرضى ومرافقيهم بعد أن ساءت حالة عدد غير قليل من نزلاء المستشفى نتيجة الإهمال والتكدس. منهم حسن سلامة الذى جاء للمستشفى قبل ثلاثة أيام من لقائه بـ«المصرى اليوم» بسبب كسر فى ذراعه، ولم يعاينه أى من الأطباء ولم يتم فحص الكسر بالأشعات اللازمة لمعرفة مداه، فاكتفت إحدى الممرضات بفحص سريرى غير مدقق وقامت بتجبير الذراع دون انتظار لنتيجة الأشعة التى أجرتها المستشفى بعد إصراره.
أما صالحة حسين فاكتفت بسحب غطاء مهترئ فوق ساقيها لتشهدنا به على تراجع حالة النظافة فى المستشفى مؤكدة أن الطبيب الذى فحصها طلب منها إجراء أشعة لكنها تنتظر حتى اللحظة طبيبا مختصا يوقع قرار الأشعة، وأشارت بيدها إلى كرسى يفترض أنه يستخدم لنقل المرضى وقالت: «الكراسى مش شغالة وفى عيانين مينفعش يمشوا ولازم ينقلوهم على كرسى بعجل، لكن مفيش كراسى بتتحرك».
عمرو محمد كان فى المستشفى لإنهاء أوراق تتعلق بقريبته التى لقت ربها فى قسم الاستقبال فى المستشفى بعدما ظلت لساعات دون أن يعاينها طبيب أو تتلقى أى علاج. وأضاف عمرو أن وحدة استقبال الطوارئ تعانى من نقص الأسرة، فيقوم الأطباء بوضع المرضى على الأرض لعدم وجود أماكن لهم.
ورغم أن قسم استقبال الحوادث يعد من أهم الأقسام داخل المستشفى لتعامله مع الحالات الخطرة والعاجلة، إلا أنه يعانى من نقص الأسرّة والأجهزة والمستلزمات الطبية اللازمة للتعامل مع الإصابات الخطرة، بالإضافة لشكاوى المرضى وذويهم من عدم وجود أطباء.
ممدوح ثابت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق