بالصور.. شبح «الدويقة» يهدد أهالي جبل درنكة في أسيوط

الأهالي يعيشون على أراضي الدولة.. والمنطقة خارج خطط الحكومة التنموية

الأهالي يطالبون بتقنين أوضاعهم بما يتناسب مع ظروفهم المادية 

«هربوا من الفقر فطاردهم الموت».. هكذا يعيش أهالي منطقة جبل درنكة في خوف دائم من انهيار سفح الجبل في أسيوط عليهم وتكرار واقعة "حادث الدويقة".

وقام أهالي المساكن بحفر آبار للتخلص من الصرف الصحي ما تسبب في وجود تشققات وتصدعات للمنازل في الوقت الذي تتبادل فيه الاتهامات بين الوحدة المحلية لمركز أسيوط وشركة مياه الشرب والصرف الصحي حول تبعية المنطقة.

ورصدت "التحرير" حال أكثر من 500 أسرة تعيش مهددة في منطقة عزبة الجبل بقرية درنكة وهو الجبل الذي يقع فيه دير درنكة أحد أشهر المعالم السياحية القبطية في محافظة أسيوط.

وقال محمد ربيع من سكان الجبل لـ"التحرير" إن رشح آبار الصرف الصحي في جدران المنازل تسبب في تشقق الحوائط ونخاف من انهيارها فوق رؤوسنا، مستدركا أن ما يؤرقهم أكثر هو أن تتسبب هذه المياه في انهيار الصخور الجبلية على رؤوسهم مثلما حدث في الدويقة.

وأشار محمود ناصر من أهالي درنكة إلى أنه بالرغم من حادث درنكة الذي وقع في التسعينيات وتسبب في هلاك العديد من الزرع والبشر إلا أن الأهالي ما يزالون يقطنون بالجبل، وذلك لأنها أراضي أملاك دولة في معظمها والناس تقيم عليها منازل لأنهم لا يجدون ثمن أية أراضي في مكان آخر فهو مهرب من الفقر.

وأكد كلامه عطا صادق قائلا: "الناس هتعمل إيه معذورة هيروحوا فين"، مشيرا إلى أن سكان المنطقة مهملون ومهمشون ولا يوجد مسئول حكومي قام بزيارتهم للتعرف على أوجاعهم.

ولفت إلى أن هذه المساكن بلا مياه شرب ويتحمل أهلها الذهاب إلى قرية درنكة عشرات المرات يوميا للحصول على جراكن المياه كي يشربوا منها ويقضوا حاجاتهم اليومية.

وتابع صمويل حبيب أن جميع سكان المنطقة ممن يعملون في المهن المتواضعة ومعظمهم سريحة على الله لا يملكون قوت يومهم وتطالبهم الحكومة بدفع قيمة الانتفاع من الأراضي التي يسكنون فيها بواقع 9 جنيهات للمتر الواحد بعدما كانت القيمة الإيجارية لا تزيد عن 15 قرشا للمتر، بمعنى أن من يقطن في 100 متر هو وأولاده وأسرته يجب أن يدفع 900 جنيه سنويا بعدما كان يدفع 15 جنيها سنويا.

 وطالب بضرورة مراعاة احتياجات المواطنين في هذه المناطق فهم يسكنون في عشش مع الطيور التي يقومون بتربيتها للانتفاع بما تدر من دخل لإعالة أسرهم ولا توجد لديهم أية خدمات حكومية كي تأخذ الحكومة منهم شيئا.

محمد علي موظف من أبناء قرية درنكة يقول لـ"التحرير" إن المواطنين القاطنين في الجبل بدرنكة مهددون بالموت في أي لحظة، وذلك بعدما حفر الأهالي خزانات مياه للاحتفاظ بمياه الشرب بجوار العشش وأخرى للصرف الصحي ومع كل ذلك هناك العوامل الجوية التي تؤدي إلى تآكل الصخور وهو ما يهدد بكارثة من الممكن أن تتسبب في وفاة المئات من المواطنين لو لم يتم إيجاد حل لها.

من جانبها قالت أمل جميل مديرة العلاقات العامة بشركة مياه الشرب والصرف الصحي، إن هذه المنطقة لم يتم توصيل خدمات الصرف الصحي والمياه إليها لأنها خارج نطاق الحيز العمراني التابع ،للقرية محملة المسئولية على مجلس مركز أسيوط.

طارق عبد الجليل