آلاف المواطنين الذين تعاقدوا على أراضي ابني بيتك بمدينة أسيوط الجديدة، وجدوا أنفسهم بعد الالتزام ببناء الأرض أمام مأزق حقيقي يتمثل في عدم وجود الخدمات من مياه شرب وكهرباء ومواصلات وصرف صحي ووسائل مواصلات، فضلا عن عدم صلاحية الأرض للبناء، وهو ما جعل المدينة خاوية على عروشها لا يسكنها إلا الاشباح.
مشروع ابني بيتك
يتكون المشروع من خمسة مراحل، المرحلة الأولى بمساحة 43 فدانًا مقسمة إلى 503 قطع، والمرحلة الثانية 216 فدانًا مقسمة إلى 2098 قطعة، والمرحلة الثالثة بمساحة 23 فدانًا مقسمة إلى 240 قطعة، والمرحلة الرابعة بمساحة 140 فدانًا مقسمة إلى 1798 قطعة، والمرحلة الخامسة بمساحة 90 فدانًا مقسمة 560 قطعة، وتم الانتهاء من تركيب المرافق بالخمس مناطق من مياه وكهرباء ورصف.
المدينة طاردة للسكان بسبب انعدام الامن والخدمات
محمد طه، موظف بديوان عام محافظة أسيوط، قرر أن يترك السكن في مدينة أسيوط ويعيش في مدينة أسيوط الجديدة، وذلك لأن المدينة مصممة بشكل جذاب وحديثة وشوارعها متسعة حيث فوجيء عندما تعطلت سيارته بأنه يعيش خارج إطار الزمن وفي مكان لا يستطيع الحركة فيه، ويقول: "دفعت كل ما أملك لكي أحصل على وحدة سكنية تمليك والآن أجد نفسي مضطر لدفع أضعاف ما كنت أدفعه كمصروفات يومية في مدينة أسيوط، حيث لا توجد وسائل مواصلات بالإضافة إلى انعدام الأمان فلا أستطيع أن أترك زوجتي وابني في الشقة وحدهما، واضطر لاصطحابهم إلى مدينة أسيوط أثناء العمل وأعود بهم، ولا توجد مستشفى قريبة أو عيادة طبيب، ولكني قررت بعد المعاناة أن أترك المدينة وأعود مرة أخرى لمدينة أسيوط، حتى أن اضطررت للسكن في العشوائيات فهي أرحم من أسيوط الجديدة.
جشع المقاولين في مشروع ابني بيتك
يشير محمود المصري، من مدينة ديروط إلى أنه يمتلك قطعة أرض بالمرحلة الثانية في مشروع ابني بيتك وتسلم الأرض من 6 سنوات وقام ببناء الدور الأول على مساحة 75 مترًا بسبب الالتزام بالمواعيد وهو ما عرضه لجشع المقاولين الذين يرفعون الاسعار للضعف بالإضافة إلى صعوبة الحصول على المياه التي تباع لهم باسعار مرتفعة جدًا ويقول تكلفت أكثر من 100 ألف جنيه حتى الآن ولم أسكن، والجدران تشققت ولا توجد وسيلة مواصلات سوى الأتوبيس الذي يذهب مرتان يوميًا إلى هناك وبعيدًا عن المنزل.
تعطل العمل والجهاز يهدد بسحب الأرض
يؤكد محمود هريدي، صاحب سوبر ماركت، أنه حصل على الأرض منذ 7 سنوات، وشرع في البناء لكن ثورة 25 يناير تسببت في توقف العمل بالإضافة إلى الصعوبات الموجودة أصلا من نقص مياه حيث يصل سعر عربة المياه إلى 100 و150 جنيها، وفوجئت بعدها بأن جهاز مدينة أسيوط الجديدة، قام بإرسال عدة إنذارات لنا بسحب الأرض لاننا لم نلتزم بالمواعيد المقررة.
سرقة في وضح النهار
ويضيف هريدي، "كل شيء موجود في المدينة معرض للسرقة في وضح النهار بسبب عدم وجود الأمن، وسرق مني أكثر من 2 طن حديد، بالإضافة إلى 5 طن اسمنت والباب الحديدي للمنزل".
ويقولعباس محمد، محامي، "فوجئت بسرقة الجيران ما اضطرني إلى القيام بخلع جميع الأبواب الموجودة بقطعتي التي قمت ببنائها وحملتها على سيارة واحتفظت بها في منزل أسرتي لحين يتم الإقبال على السكن في المدينة، التي تعاني الآن من نقص الخدمات، فلا مدارس ولا مستشفيات ولا شرطة".
أهدار المساحة
مساحة قطعة ابني بيتك 150 مترًا والرسم الهندسي يعتصر المساحة ويشطرها، إلى نصفين لا تستطيع أن تبني إلا على مساحة 75 مترًا فقط، وهو ما تسبب في عدم قدرة العديد من أصحاب الأراضي على البناء لأن المساحة لا تكفيهم وهناك صوعبات كثيرة في تغيير الرسومات الهندسية بل تصل الى درجة الاستحالة.
ويدافع المهندس أحمد عمران، رئيس جهاز مدينة أسيوط الجديدة عن المدينة، ويؤكد أن المشروع إسكان اجتماعي والرسم موحد على كافة المحافظات المطبق بها المشروع، وأن أرض مدينة أسيوط الجديدة كلها تربة رملية تتطلب أثناء البناء عملية حفر وإحلال وكان ذلك، موضحًا من قبل الجهاز وأن هناك منشات منذ عام 1998، ولم يحدث لها شيء لافتًا إلى أنه تم توفير شبكة مواصلات داخلية بالمدينة بالإضافة إلى مدارس ومستشفى تسلمتها جامعة أسيوط.
طارق عبد الجليل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق