أكد عدد كبير من أهالي قرية بني شعران التابعة لمركز منفلوط بمحافظة أسيوط أن القرية تعج بالمشكلات سواء الصحية أو الخدمية, مشيرين إلي أن الموت يتربص بهم سواء من جراء الأوبئة والأمراض التي تصدرها ترعة بني مجد أو من حالة مياه الشرب السيئة المختلطة بمياه الصرف الصحي.
يقول مصطفي سيد أحد شباب القرية إن الفقر المدقع والبطالة يسيطران علي منازل القرية البائسة حيث إن كثيرا من الأسر لا تجد قوت يومها والبعض الآخر يكمل عشاءه نوما أما الأغلبية الكاسحة فيعيشون علي الكفاف حيث إن عددا كبيرا من شباب القرية ورجالها كانوا يعملون بدولة ليبيا وعقب اندلاع الثورة وسيطرة داعش علي البلاد وفتكهم بالمصريين لاذ الجميع بالفرار ونجو بأرواحهم تاركين أعمالهم وما جمعوه طيلة سنوات الغربة وعادوا إلي القرية لينضموا إلي صفوف الشباب العاطلين الذين لا يجدون أي فرص عمل سوي العمالة الموسمية المرتبطة بالزراعة سواء في الحصاد أو في شتل البذور وهي عمالة ترتبط بمدة قصيرة في الموسم.
ويضيف أحمد محمود مزارع من أبرز المشكلات التي نواجهها بالقرية بل أخطرها علي الإطلاق هي مشكلة ترعة بني مجد التي تخترق الكتلة السكنية بالقرية وتحولت إلي مقلب عمومي للقمامة والمخلفات بل الأكثر من ذلك أن بعض معدومي الضمير يلقون بها الحيوانات النافقة التي تطفو علي سطح الترعة وتصدر روائح كريهة للغاية أثناء تحللها وهو ما يهدد حياة الأسر المقيمة بجوارها.
وتابع محمود عبد الله: نحن نواجه الموت يوميا بسبب ذلك المصرف الذي بات مصدرا للأوبئة ومفرغة للحشرات سواء الزاحفة أو الطائرة التي تهاجمنا ليلا ونهارا حتي إن الأمر بات لا يحتمل في ظل انتشار الفئران والحشرات الناقلة للأمراض وحاولنا مرارا إيجاد حل مع المسئولين لتغطية الجزء المار بالقرية ولكن دون جدوي.
ويوضح جمال عامر مزارع أن مشكلة الصرف الصحي تعد أيضا من أبرز المشكلات التي يواجهها أهالي القرية حيث يعيش الجميع في معاناة يومية بسبب الطفح المستمر للمجاري داخل المنازل بسبب قيام جميع أهالي القرية بحفر أيسونات وآبار لا يتجاوز عمقها3 م أسفل منازلهم لتصريف مياه الصرف الصحي بها ونظرا لزيادة الضغط عليها فإن هذه الآبار تمتلئ سريعا وتطفح داخل المنازل وهو ما يؤدي إلي تلف المفروشات والأثاث فضلا عن الروائح الكريهة التي تنبعث من تلك المياه وهنا يواجه الأهالي مشكلة عدم توافر سيارة لكسح المياه وربما يستمر الأمر لعدة أيام لحين توافر سيارة من شركة المياه.
وانتقد محمود حامد خريج جامعي سوء حالة المياه وضعفها وعدم وصولها إلي الأدوار العليا فضلا عن طعمها ولونها المتغير حتي إن البعض يظن أن خزانات المياه بالقرية تسحب المياه المختلطة بمياه الصرف الصحي التي يتم صرفها أسفل المنازل.
ويشير أحمد عطية مزارع إلي أن المشكلة الحقيقية التي تواجه الجميع بلا استثناء تتمثل في أن المقابر القديمة اكتظت بالموتي وباتت لا تتسع لموتي آخرين وبالرغم من امتلاك القرية لظهير صحراوي شاسع إلا أن بعض الحيتان قاموا بالاستيلاء عليها وتسقيعها والاتجار بها بعد تقطيعها وبيعها كأرض زراعية لبعض المواطنين لذا نتمني من السادة المسئولين سرعة التحرك لإزالة تلك المخالفات وتخصيص جزء منها كمقابر لأهالي القرية الذين لا يجدون مكانا لدفن موتاهم.
وعبر حسين محمد أحد شباب القرية عن سخط وغضب جميع شباب القرية من تجاهل المسئولين لمطالبهم بإنشاء مركز شباب لتفريغ طاقاتهم في ممارسة النشاط الرياضي بدلا من الجلوس علي المقاهي وفي الطرقات خاصة أن الأرض متوفرة وتم تخصيصها بقرار منذ عدة سنوات ولم يتم اتخاذ أي خطوات تنفيذية حتي الآن.
ومن جانبه, أكد المهندس أحمد شوقي رئيس مركز ومدينة منفلوط أن مشكلة مصرف بني مجد من المشكلات العضال التي نواجهها بالمركز حيث إننا نقوم بتطهير المصرف بصفة دورية ولكن بسبب مرور المصرف بأكثر من60 نجعا وعزبة وقرية فإن جميع المخلفات التي يتم إلقاؤها تتجمع أمام هويس قرية بني شعران التي يتحمل سكانها خطأ بعض معدومي الضمير من المزارعين ممن يلقون بحيواناتهم النافقة في المصرف ونسعي حاليا إلي مخاطبة مسئولي الري لتغطية ذلك الجزء المتواجد داخل الكتلة السكنية, أما فيما يخص الصرف الصحي فالقرية ضمن القري المستهدف توصيل الصرف الصحي بها وربطها بشبكة محطة الصرف الصحي بمنفلوط.
وعن مشكلة المدافن أكد رئيس المركز أن هناك قرارا صادرا بتخصيص مساحة6 أفدنة من أملاك الدولة كمقابر لـ3 قري وهي عرب أبو خليل والمدور وبني شعران وقريبا سوف يتم إجراء قرعة علنية للراغبين وفيما يخص مركز الشباب فهناك أيضا قرار صدر منذ أيام قليلة بإنشاء ملعب خماسي لمركز الشباب علي قطعة أرض أملاك الدولة بالقرية.
وائل سمير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق