السبت، 2 يوليو 2016

بالأرقام.. أستاذ تفسير بأزهر أسيوط يكشف عن فضائل 27 رمضان.. ويؤكد: اليوم ليلة القدر على رأي ابن عباس فلا تضيعوها


    قراءة حرف من كتاب الله في ليلة القدر تعدل تلاوة القرآن كاملا
    الصلاة في الحرم المكي بأجر 3 مليارات صلاة فيما سواها
    القرآن أثبت علامات ليلة القدر قبل ناسا الأمريكية بـ14 قرنا من الزمان
    علاقة سورتي العلق والقدر تثبت إبداع القرآن الكريم الزماني والمكاني
    عدم تحديد وقت ليلة القدر هدفه شحذ الهمم في أواخر رمضان


الحديث عن الارقام والاسانيد العلمية لغة لا يعرفها جيدا سوى غير المسلمين من الغرب، وهو نوع من الاجتهاد يقبل عليه الغرب للتأكد من حقيقة الدين الاسلامي الحنيف... في هذه السطور يكشف الدكتور مصطفى عبد الرازق مدرس التفسير وعلوم القرآن الكريم بكلية أصول الدين بأسيوط، بالارقام والاعجاز العلمي عن فضل ليلة القدر ولماذا اخفاها الله علينا وثواب العمل فيها وإلى نص الحوار...

في البداية لو تعرج بنا على معاني سورة القدر؟

بداية.. شهر رمضان هو شهر الخير والبركة والفضل، ويكفي أن فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، فكيف بفضيلة شهر كامل، لقد أفردت سورة كاملة في القرآن الكريم عن ليلة القدر، وهذا للدلالة على عظيم شأنها عند الله، ومن عجيب ترتيب سور القرآن الكريم هو وقوع سورة القدر بعد سورة العلق مباشرة بالرغم من مجيئها قبل سورة البينة التي هي أقرب في عدد الآيات إلى سورة العلق من القدر، وذلك للإشارة إلى قوة العلاقة بين سورتي القدر والعلق، فالعلق صدرت بالحديث عن القرآن وأول ما نزل من القرآن، والقدر تتحدث عن الزمن الذي أنزل فيه القرآن وهو ليلة القدر "إنا أنزلناه في ليلة القدر"، وفي سورة الدخان قال تعالى "إنا أنزلناه في ليلة مباركة"، كما أن العلق ختمت بالأمر بالصلاة "واسجد واقترب" والصلاة لا تكون بغير القرآن، فاستهلت القدر بالحديث عن القرآن ببيان زمن نزوله.

وعندما يقترب موعد ليلة القدر، تتجه الأذهان، وتفتح الآذان متلهفة لمعرفة عدة أمور عن ليلة القدر منها، أهم علاماتها، حتى يستطيع المرء أن يحظى بفضلها، ومعرفة ما فيها من فضل وخير حتى نالت كل تلك الأهمية من القرآن ومن النبي عليه السلام، ومن الناس جميعا، بل من العالم كله مؤخرًا.

حدثنا عن فضل ليلة القدر بعيدا عن الكلام النظري؟

القرآن الكريم ذكر فضل ليلة القدر بأنها "خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ"، قال عنها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «... فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم».، وقال أيضا "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه"، وعلينا أن نتأمل في قوله تعالى (خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)، حيث أن هذه الجملة الكريمة تعني أن الأجر الذي سأناله فيما لو عملتُ أي عمل صالح في هذه الليلة الكريمة يساوي الأجر الذي سأناله على نفس العمل فيما لو بقيتُ أعمله طوال ألف شهر.

ولندع الآن الكلام النظري ونتجه إلى لغة الأرقام والحسابات، مع مراعاة أن أي ناتج للأجر والثواب نتوصل إليه فإنه ضئيل مقارنة بفضل الله ومنه، إن ليلة القدر خير من ألف شهر، والشهر على أعلى تقدير به ثلاثون ليلة، إذن الألف شهر يتضمن 1000×30=30000 ثلاثين ألف ليلة، يعني إذا عملت أي عمل وافق ليلة القدر فإنه يفضل ذات العمل إذا فعلته طوال ثلاثين ألف ليلة!، فمثلًا إذا قرأت حرفًا من كتاب الله فوافق ليلة القدر كان لك أجر قراءة 30000 ثلاثين ألف حرف من كتاب الله، وحيث إن الحسنة بعشر أمثالها يكون الناتج هو 10×30000=300000 ثلاثمائة ألف حسنة، ومن لطائف الأمور أن عدد حروف القرآن الكريم كله هو 300000 ثلاثمائة ألف حرف ويزيد قليلًا على خلاف في ذلك كما جاء في كتاب بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، وهذا معناه أن من وفق لقراءة حرف من القرآن الكريم فوافق ليلة القدر كان كأنه قرأ القرآن كله، ومن قرأ الكوثر وهي أقصر سورة في القرآن وعدد حروفها 62 حرفا كان كأنه قرأ القرآن 62 مرة، فكيف بسورة ق التي عدد حروفها 3474 حرفا بل كيف بسورة البقرة.

ومن تصدق بشيء أو أنقذ مريضا أو عاده أو دعا الله بدعاء كان كمن فعل ذلك 30000مرة، هذه من جهة ومن جهة أخرى فإن ديننا الحنيف يعلمنا دائما أن نهتم بالحدث مراعين زمانه ومكانه، فتارة يراعي مكان الحدث مبينًا بركته كما ثبت عن سيدنا النبي أن الصلاة في المسجد الحرام تعدل أو تفضل 100000 مائة ألف صلاة، أو أن الصلاة في مسجد قباء يعدل عمرة، وتارة يراعي الزمان فيخبرنا سيدنا الحبيب أن العمرة في رمضان تعدل حجة وفي رواية حجة معي، ولكننا هنا نقول إن القدر حدث والحدث يحتاج لزمان يقع فيه ومكان أيضا أما الزمان فهو ليلة في أواخر رمضان، فأين المكان؟ فالمكان هو الكرة الأرضية كلها حيث تضيق الأرض بالملائكة في تلك الليلة المباركة.

وما تقدم يعني أنه إذا صلى العبد صلاة في البيت الحرام كان كأنه صلى أكثر من 100000 صلاة فكيف لو وافقت صلاته ليلة القدر يكون كأنه صلى 100000×30000=3000000000 أكثر من ثلاث مليارات صلاة ، فعلى فرض أن الإنسان يعيش 80 عاما، ويؤدي في كل يوم 40 صلاة فما حصيلة صلواته في 80 عامًا.

هي عبارة عن 40×354 ( باعتبار أن السنة قمرية)×80= 1132800 يعني مليون ومائة واثنتين ألفا، وثمانمائة صلاة يعني صلاته طوال 80 عاما تعدل حوالي 04.% أربعة من مائة % من صلاة ليلة واحدة في نفس المكان في ليلة القدر!!!، وكذا إذا أدى عمرة في رمضان التي تعدل حجة فوافقت ليلة القدر فليس ببعيد أن تكتب له 30000 حجة !!، وهذايعني أن المسلم يكون له رصيد مفتوح في بنك الحسنات والفضل الإلهي فيتحقق قول الله تعالى " ليلة القدر خير من ألف شهر".

برأيكم.. لماذا أوجد الله ليلة القدر؟

الواقع أن هذا سؤل جال في خاطري، وبالتأمل نستطيع أن نقول، إن ذلك من فضل الله على أمة سيدنا محمد فجعلهم يحصلون في وقت يسير ويدركون به ما لا يدركه غيرهم في أعوام مديدة، وإن شئت قلت بل جعل ما يدركه بعضهم في ليلة ما لا يدركه غيره في عمره كله، لا سيما وأن أعمار أمة النبي أقل من أعمار من سبقوهم من الأمم وهي في تناقص، وأن في ذلك شحذًا لهمم المسلمين فهو يستطيعون أن يشحنوا أنفسهم بطاقة ربانية ونفحة إلهية تكفيهم لأن يكون لهم مدد رباني يدركون به ما فاتهم من تقدم الأمم عليهم بمئات الأعوام، ولعل هذا هو ما شهد به أعداء الأمة من أن المسلمين نيام ولكنهم إن استيقظوا أدركوا ما فاتهم من مائة عام في سنوات قليلة، وأن في أول رمضان نجد أن العبد يستعد له ويشحذ همته ولكنه بمجرد أن تمضي بضعة أيام تبدأ تلك العزيمة تضعف شيئًا فشيئًا فأراد الله أن تظل تلك الشعلة من العزيمة مشتعلة دائما فشحذها بجعل ليلة القدر حتى يحصل العبد أكبر قدر ممكن من الأجر في شهر الخير، ولعل تلك هي الحكمة في جعل ليلة القدر أواخر الشهر لا أوله أو وسطه، حتى تظل تلك الطاقة العالية متقدة طوال الشهر الكريم فنخرج منه بما يكفينا من الشحنات الإيمانية العالية حتى رمضان المقبل أو طول الحياة وذلك لمن صادف ليلة القدر، ولعل ايضا تلك هي الحكمة من عدم تحديد ليلة القدر كليلة واحدة بل جعلها في أي يوم من أيام وتر آخر عشر ليال حتى يظل العبد على اتصال وتشوق واستعداد إيماني لها طيلة كل تلك المدة.

كيف يعرف المسلم أنه صادف ليلة القدر؟

ليست كل ليالي القدر لها علامات واحدة بل هي تختلف من ليلة لأخرى، ولكن هناك علامات مشتركة تتحقق في كل ليال القدر، ومنها: قال تعالى " سلام هي حتى مطلع الفجر"، فهي ليلة أمن وسلام على الناس ، وهذا لا يتأتى إلا إذا كانت سلاما على كوكب الأرض بأكمله حيث إننا نعيش عليه، فلو تغير اتجاه دورانها مثلا في اتجاه حركة عقارب الساعة لطلعت الشمس من الغرب ، فيخرب الكون وهذا لا يتأتى إلا إذا كانت سلاما على كوكب القمر باعتبار أنه يدور حول الأرض فلو ارتطم بها لما تحقق معنى السلام ثم نجم الشمس باعتبار دوران الأرض حوله ، ثم المجرة كلها وما بها من مليون مليون نجم في حجم الشمس الذي يبلع مليون وثلاثمائة مرة حجم الأرض، بل المجرات جميعها البالغ عدده مائتي مليون مليون مجرة فتلك الليلة هي سلام وأمان على الكون كله من مخلوقات وبشر وحجر ومدر وأبحار وأنهار وكواكب ونجوم ومجرات ، وجن وشياطين ومسلم وكافر، وحيوان وجماد، ودليل ذلك ما دونته وكالة ناسا الأمريكية من قبل أن الأرض تضرب كل ليلة بـ 10 أو 20 ألفا من الشهب ، إلا في ليلة واحدة لا تضرب فيها ولو بشهاب واحد.

ومن علامات ليلة القدر أنها ليلة بلجاء لا حر ولا برد ولا تضرب فيها الأرض بنجم، في صبيحتها تخرج الشمس بلا شعاع، وكأنها طست كأنها ضوء القمر"، وقد وصفها لنا رسولنا الكريم بأنها ليلة معتدلة الحرارة، هادئة، ليس فيها رياح، ولا تسقط الشهب فيها على الأرض، كما أن شمس صباحها صافية ليس لها أشعة، وقد دعانا عليه السلام إلى تحريها والإكثار فيها من الصلاة وتلاوة القرآن.

البعض اختلف في تحديد هذه الليلة ما الذي ترجحه؟

اختلف العلماء في تحديد ليلة القدر، فقد ذهب ابن عباس مجتهدا إلى أنها ليلة السابع والعشرين لأن عدد حروف ليلة القدر تسعة وقد ذكرت ثلاث مرات فيكون 9×3= 27، والوارد أن النبي قال التمسوها في الليالي الوترية من العشر الأواخر، والوتر أفضل الأعداد عند الله كما دل عليه حديث: «إن الله وتر يحب الوتر»، وهذا ما يميل اليه الكثير من أهل العلم، وتعرف بناء على العلامات سالفة الذكر.


أحمد نبيوة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...