سيول درنكة .. اكتوبر 2016 ما يجري في رأس غارب، وسوهاج، وقنا، والمنيا، وأسيوط، يقول إن هناك كارثة، الأمطار تحولت لسيول، جرفت البيوت، وانهارت الطرق، وقطعت الكهرباء، شلل تام، في لحظة عاد التاريخ 22 عاما إلى الوراء، ففي شتاء عام 1994، تكرر المشهد بمأوساية أكثر، حينما هطلت الأمطار بغزارة، فتوقفت الحياة، وعزل الصعيد عن باقي مصر.
حياة المصريين أصيبت بالشلل التام في 2 نوفمبر 1994، وتسببت الصواعق في اشتعال العديد من الحرائق، واجتاجت السيول كل شيء وراح ضحيته أكثر من 100 شخص، وبلغ عدد المباني المنهارة والمتصدعة في أسيوط والمنيا فقط نحو 6000 مبنى ودمرت أكثر من 13 ألف فدان من الأراضي الزراعية.
سوء التخطيط
ما أشبه الليلة بالبارحة، فصعيد اليوم يواجه ما واجهه صعيد 22 عاما سابقة، المفاجئة باغتت الحكومة المصرية كما كل مرة.
ما جرى في السابق أن سوء التخطيط وضع العديد من المنشئات في مناطق الخطر المباشر كمخرات السيول، كارثة 1994 خلفت حدثا لن ينمحي في ذاكرة المصريين فقد أصبحت قرية درنكة غرب أسيوط، أثرا بعد عين فقد بنيت في مخر السيل، كما أن منازلها هشة من الطوب اللبن.
في مخر السيل، تم بناء عدة مستودعات للوقود لم يتحمل بعضها قوة السيل الهادر فانهارت، ليبحر الوقود في مجرى السيل إلى القرية، واشتعل الوقود في القرية، دقائق قليلة وتحولت القرية إلي كتلة مشتعلة من النيران، السيل طمر القرية تماماً، لتختفي الجثث، ويصبح الكثيرين في عداد المفقودين.
مخرات السيل
مصر بها 95 مخرا للسيول، حسب إحصاء عام 2008، الذي قامت به وزارة الري، وتتبع المخرات مديريات الري في المحافظات، وهي التي تقوم بتطهيرها وتنظيفها من التعديات التي تلحق بها.
يبدوا أن الكوارث المتلاحقة منذ هذا التاريخ لم تنبه الحكومات المتعاقبة للخطر الذي لا يسبقه أي إنذار فتكررت المأساة ليس في أسيوط، فتكرر الأمر في الغردقة عام 1977 ثم عامي 1996و1998، كما تكررت في العريش عام 2009، وفي جنوب سيناء 2012، والأقصر 2014.
كارثة تتكرر
فجر الخميس 27 أكتوبر الجاري، الأمطار الكثيفة تتحول لسيول لتغمر المياه عدة مناطق في سوهاج، والمنيا، والبحر الأحمر أدت إلى إغلاق الطرق بشكل تام لتتحول المدن إلى جزر منعزلة جراء تلك الكارثة.
غرفة عمليات مجلس الوزراء بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، أعلنت عصر الجمعة عن مصرع 13 شخصًا و50 آخرين.
الغرفة، في بيان لها، أكدت أنه تم قطع التيار الكهربائي عن بعض المناطق بالمحافظات المعرضة لسوء الأحوال الجوية كإجراء احترازي لمنع حدوث خسائر بشرية أو مادية وإعادة التيار الكهربائي بعد إزالة آثار السيول.
بعض محطات مياه الشرب بمحافظة سوهاج توقفت نتيجة شدة عكارة مياه نهر النيل، على أن يتم إعادة تشغيلها بعد التأكد من سلامة المياه مع تشغيل المحطات الارتوازية في فترات الانقطاع.
الغرفة أشارت إلى أنه تم غلق جميع الطرق السريعة المعرضة لسوء الأحوال الجوية، كما تم تعليق بمدارس المحافظات المتضررة.
قرية الحاجر بسوهاج تعرضت لاجتياح كميات كبيرة من السيول قادمة من الجبل الشرقي الملاصق للقرية، بعدما انهارت السدود الموجودة ومخرات السيول أمام تدفق المياه بقوة، وفشل جميع المحاولات لاحتواء الأزمة.
الأهالي
في نفس السياق، اجتاحت قرية الرياينة الحاجر بدائرة مركز ساقلتة شرق محافظة سوهاج، مياه السيول ودمرت عددا كبيرا من المنازل، حيث تحولت القرية إلى بحيرة كبيرة عقب تجمع كميات كبيرة من المياه وانهيار السد وخروج المياه من أسفل مخر السيل المعد لمواجهة تلك الأزمات.
الأهالي غادروا المنازل القديمة خوفا من السقوط عليهم أما قاطني المنازل المشيدة حديثا ظلوا أعلى أسطح المنازل ومازالوا عالقين لا يستطيعون النزول خاصة مع امتلاء الطابق الأرضي بالمياه .
الأهالي بالقرية نفوا تلقي أى دعم من قبل المسئولين بمحافظة سوهاج، كما أنهم بلا خبز نتيجة لتوقف المخابز بالقرية.
محمد عبد الحليم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق