قدم الدكتور سمير صبري المحامي بالنقض والدستورية العليا، ببلاغ عاجل ضد كل من وزير التنمية المحلية ووزير الري والموارد المائية ومحافظي كل من :”أسيوط وسوهاج وقنا وسوهاج و البحر الأحمر وشمال سيناء”.
وقال صبري إن المشكو في حقهم جميعا ضربوا بتحذيرات الأرصاد الجوية عرض الحائط إلى أن وقعت الطامة والكارثة الكبرى واجتاحت السيول الصعيد والبحر الأحمر، موضحا أنه كان قد أعلن الدكتور أحمد عبد العال رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للأرصاد الجوية احتمال تعرض مصر لحالة من عدم الاستقرار في الأحوال الجوية حيث تتكاثر السحب المنخفضة والمتوسطة فى معظم أنحاء الجمهورية ولمدة 72 ساعة يصاحب ذلك هطول الأمطار على كافة أنحاء الجمهورية تكون غزيرة ورعدية على سيناء وسلاسل جبال البحر الأحمر ومحافظات الصعيد قد تصل لحد السيول بهما.
وأشار الدكتور أحمد عبد العال أن درجات الحرارة ستكون حول معدلاتها الطبيعية خلال الـ 72 ساعة ليسود طقس معتدل خلال ساعات النهار مائل للبرودة ليلاً على كافة الأنحاء.
ولفت صبري في بلاغه أن هذه السيول كشفت عن إهمال وتراخٍ كبيرين، لا يمكن القبول بهما من مسؤولين يواجهون حروبا على جبهات متعددة، ومن المتوقع منهم أن يكونوا فى كامل لياقتهم الذهنية والإدارية والميدانية، كما لا يمكن القبول بأن يصل الخير العميم إلينا من السماء ثم نهدره بهذه الصورة المحزنة وأن نحوله إلى كارثة نهرول متأخرين لدفع أضرارها .
وأضاف: ما حدث فى محافظات الصعيد والبحر الأحمر فى مواجهة السيول لا يليق بنا أبدا، خاصة أنه كارثة مع سبق الإصرار والترصد، فالجميع يعلمون أننا سنواجه السيول فى هذا التوقيت، ويعلمون كذلك أننا فى أزمة مائية مستحكمة، كما يعلمون أننا فى أمس الحاجة إلى هذه الموارد المائية لدعم المشروعات الزراعية الطموحة التى ننوى البدء فيها ومنها مشروع المليون ونصف المليون فدان
وتساءل صبري: كيف لم يتحرك أحد فى الحكومة والأجهزة التنفيذية فى المحافظات لإنشاء المخرات والخزانات الكفيلة بحماية الناس وبيوتهم وتحويل الكارثة إلى موسم للخير.
وسرد صبري عدد من الأضرار التي أصابات المحافظات المذكورة ومنها محافظة أسيوط التي تسببت الأمطار الغزيرة بها فى انقطاع التيار الكهربائى، وسقط المهندس أحمد سلامة مدير منطقة غرب فى بالوعة، أثناء عمليات نزح مياه الأمطار التي شهدتها المحافظة، بشارع المنفذ وتم عمل الإسعافات الأولية حيث تعرض لكدمات بقدمه وذراعه نتيجة سقوطه.
كما تسبب هطول الأمطار، فى سقوط أسوار 4 مصانع كبيرة وهامة بمنطقة عرب العوامر الصناعية بأبنوب أسيوط، حسبما صرح مصدر أمنى بالمحافظة أن مديرية الأمن تلقت عدة بلاغات بتهدم أسوار 4 مصانع، ومنها سور الشركة القابضة للصوامع والتخزين بأسيوط بمقرها الرئيسى بعرب العوامر بأبنوب، كما وردت معلومات بانهيار أسوار مصانع شركات جهينة للألبان ومصنع الكوكاكولا وأسوار مصنع حورس للحبوب ومنتجاتها وتهدم أجزاء منها، تم تحرير المحضر اللازم.
كانت المحافظة قد تعرضت للسيول والأمطار الغزيرة التى أدت إلى وقوع حالات وفيات وإصابات، علاوة على اقتلاع العديد من الأشجار والأعمدة الكهربائية مما تسبب فى انقطاع التيار الكهربائى عن معظم المراكز ووصول المياه فى بعض الأماكن لما يزيد عن المتر عن سطح الأرض.
وفى قنا استقبلت مخرات السيول بمنطقة المعنا مياه السيول القادمة من محافظة البحر الأحمر، لتصريفها فى نهر النيل، وتم تشكل غرفة عمليات من قبل المحافظة والحماية المدنية لمتابعة عملية اندفاع المياه إلى مخر السيول، تحسبًا لارتفاع المنسوب، واتخاذ الإجراءات اللازمة حيال المياه المتدفقة بكثافة من جبال البحر الأحمر والتى تسببت فى قطع الطريق، وغرق نقطة الكمين 85 بطريق “قنا – سفاجا”، وتجمع العشرات من أبناء منطقة المعنا التى تعرضت للغرق منذ عدة سنوات، لمتابعة تصريف المياه المطلة على مخر السيل ومشاهدة مياه السيول المندفعة بشدة ناحية نهر النيل.
وشهدت سواحل شمال سيناء سقوط أمطار متوسطة على مناطق الساحل فى بئر العبد وغرب العريش وأعقب سقوط الأمطار ظهور تجمعات مياه على الطريق الدولى العريش القنطرة، وشوارع القرى.
وقد تسببت السيول بمدينة رأس غارب فى مصرع 13 مواطنا وإصابة 36 آخرين تماثل أكثر من 28 شخصا منهم للشفاء، وكذلك تسببت السيول فى خسائر فادحة بالنسبة للمنازل والمبانى الحكومية والسيارات التى جرفتها السيول.
وفى سوهاج لقيت طفلة فى الثالثة من العمر مصرعها عقب سقوطها داخل بركة مياه ناتجة عن سقوط الأمطار بمركز طما شمال محافظة سوهاج، وبتوقيع الكشف الطبي عليها تبين أن سبب الوفاة أسفكسيا الغرق وتم حجزها بمشرحة مستشفى طما المركزى تحت تصرف النيابة العامة.
كما استغاث تلاميذ وأطفال قرية الحاجر بمركز ساقلته بمحافظة سوهاج، بالرئيس عبدالفتاح السيسي، بعد غرق منازلهم في مياه السيول، وتلف الكتب والمتعلقات الدراسة، وتجمع عدد كبير من الطلاب والأطفال ورددوا هتافات استغاثة بالرئيس ” الحقنا ياريس .... إلحقنا ياسيسى “، واتهم الأطفال المسئولين بمصر بالتقصير، وقالوا إنهم لا يتحركون إلا بعد تدخل الرئيس وإصدار تعليمات مشددة بسرعة حل المشاكل والكوارث .
وقال تلميذ بالمرحلة الإبتدائية” الأمطار أتلفت كتبى وكراساتى وغرفة نومى والقمح والدقيق الذى نأكله .. تركنا المنزل وهربنا خارجه خوفا من انهياره علينا والآن ليس لدينا حل سوى نزح مياه السيول بالجرادل”.
ألتمس صبري في نهاية البلاغ التحقيق فيه وفيما تضمن من وقائع وطالب أيضا بإحالة المبلغ ضدهم للمحاكمة الجنائية العاجلة وقدم المستندات المؤيدة لبلاغة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق