تتزايد الحوادث بطرق أسيوط بشكل لافت خاصة في الآونة الأخيرة ولعل آخر الحوادث مصرع شاب وإصابة اثنين آخرين في انقلاب جرار زراعي أمام قرية "بوق" بمركز "القوصية" بمحافظة أسيوط.
وتلقى اللواء "عاطف قليعي" مدير أمن أسيوط إخطارا من اللواء "أسعد الذكير" مدير المباحث الجنائية بالمديرية، يفيد مصرع "محمود غاندي عابدين" البالغ من العمر ١٧ سنة، وأصيب اثنان آخران، بقرية "بوق" مركز "القوصية"، لانقلاب جرار زراعي.
وتحتل شبكة طرق محافظة أسيوط المركز "الأول" من حيث كم الحوادث على مستوى الجمهورية، بعد محافظة القاهرة حيث تتسبب في وفاة من "5" إلى "6" أفراد يوميا طبقا لآخر إحصاءات رسمية لمرور أسيوط 2016م، "نافذة مصر البلد" تفتح هذا الملف في السطور التالية:
رداءة وضيق الطرقات
قال "صليب زاخر صليب" عضو بيت العائلة المصرية بأسيوط: إن ثلاثة أرباع طرق مراكز وقري أسيوط متهالكة وغير مرصوفة إضافة إلى عدم ازدواج طريق "المنيا – أسيوط "على عكس طريق الجيش الذي يبدأ من محافظة المنيا حتى القاهرة مزدوجا وبأكثر من حارة ما يقلل من الحوادث.
وأضاف "زاخر" أن من الأسباب أيضا عدم وجود "رادرات" على الطريق السريع، وتعاطى السائقين للمواد المخدرة التى تبذل الأجهزة المعنية جهودا مضنية للحد منها بعمل التحاليل اللازمة للسائقين بصفة دورية على الطرق عبر الأكمنة المتنوعة.
الطرق الخطرة
وعن أبرز طرق أسيوط التى تمثل خطورة كبيرة وتتسبب في معظم الحوادث، قال "عبدالكريم محمد زكريا" النائب عن دائرة أبنوب والفتح بمجلس النواب: إن أخطرها طريق أسيوط – المنيا الصحراوى، حيث يشهد أعلى معدلات الحوادث، لكونه حارة واحدة فقط ما يجعله مصيدة لحصد الأرواح، مستكملا أن هناك ثلاثة طرق رئيسية تربط أسيوط بالمحافظات المجاورة وهى: طريق الصحراوى الغربى، الذي بات عبئا ثقيلا على السائقين لقلة أعمال الصيانة الموجودة رغم الضغط الشديد عليه، وثانيها: الصحراوى الشرقى الذي يشهد 5 حوادث كل شهر على الأقل، وثالثها:الطريق الزراعي، الذي امتلأ بالمطبات العشوائية والمار بين الكتل السكنية.
وعن المناطق الداخلية التى تكثر بها حوادث الطرق بأسيوط استكمل "زكريا" محذرا من مدخل العقال البحرى بالبداري وطريق أبنوب – المعابدة بأبنوب وطريق بنى رافع منفلوط، ومدخل قرية بنى حسين حتى قرية الحواتكة شمالا، وطريق ترعة العمياء والشلح وعزبة داود وطريق أبنوب أسيوط ومدخل طريق البحر الأحمر، وطريق أبوتيج الزراعى أسيوط وخصوصا عند قرية المطيعة ومدخل الصحراوى الغربى عند قرية منقباد.
خطر منطقة نقب أسيوط
فيما أكد الدكتور "محمد رياض" رئيس قسم علم النفس بكلية التربية بأسيوط أن منطقة النقب بعد كمين قرية عرب العوامر مركز أبنوب بالطريق الصحراوى الشرقى، ورغم أهميته كمعبر حيوى يصل أسيوط بالقاهرة، فهو من أخطر المعابر بين مرتفعين جبليين، مؤكدا أنه من ينجو من الحوادث فإنه يخشى على حياته لأنها منطقة تساقط صخور.
"رياض" حذر من خطورة طريق النقب بمنطقة عرب العوامر قائلا: إنه رغم أن طريق نقب أسيوط يعتبر الممر الرئيسي بالصحراوى الشرقي أسيوط - القاهرة، فهى تنذر بكارثة فمن ينجو بنفسه من حوادث السيارات فلن ينجو من تساقط الصخور، فعند تساقط الأمطار لا يجرؤ سائق من العبور لخطورة سقوط صخور، الذي يكتفي المسئولون بإزالة الأحجار المتساقطة وركنها بجوار النقب، والاكتفاء بوضع لافتات "منطقة تساقط صخور" للتحذير فقط.
واقترح "رياض" صنع شبكة حديدية لإحاطة بجبال النقب علي جانبيه لحماية المارين بالسيارات أسفل النقب حال تساقط الأمطار والسيول وتساقط تلك الصخور.
أسباب كثرة الحوادث بأسيوط
وعن أسباب كثرة الحوادث بأسيوط، قال اللواء "جمال وهبي" مدير إدارة المرور بأسيوط: إن هناك أسبابا فنية بالطرق وأسبابا خاصة بالسائقين، ومنها علي سبيل المثال: كثرة المنحنيات الخطرة بطرق أسيوط والمطبات العشوائية التى يقوم الأهالي بزرعها دون دراسة أو تخطيط واختفاء كشافات الإنارة واللوحات الإرشادية بشوارع وطرق القري والمراكز الجانبية، والسرعة الزائده لبعض السائقين، وضيق الطرق ومنح الرخص دون اختبار حقيقي للسائق ودون الخضوع للتأهيل والتدريبات اللازمة وعدم توافر استراحات للسيارات بالطرق المحلية ما يجبر السائقين للوقوف بالمخالف وعدم التقييد بقوانين السير، وإقتصار الطرق علي حارة واحدة بمعظم طرقات أسيوط ومراكزها.
الحلول
وعن الحلول أكدت الدكتورة "إليزابيث شاكر عبدالمسيح" النائبة عن حب مصر ضرورة التوسع فى ازدواج الطرق خاصة ذات الكثافات المرورية العالية، لتكون حارتين علي الأقل إيابا وذهابا، وتزويد كل الطرق بالرادارات الثابتة والمتحركة لمراقبة السرعات المتجاوزة، وزيادة نصيب نقل البضائع بالسكة الحديد وبالنقل النهرى باستخدام الحاويات، وتسيير "سيارات نقل ركاب خاصة" بين الأقاليم والمدن والمراكز بالأتوبيسات بديلًا للميكروباص وتشديد الرقابة على قطع الغيار وعدم السماح باستيرادها أو تداولها إلا لوكلاء معتمدين يمكن محاسبتهم، وكذلك سحب الترخيص من السائق الذى يتكرر منه ارتكاب حوادث.
فيما أمر المهندس ياسر الدسوقي محافظ أسيوط بالإسراع في أعمال رصف عدد من الشوارع بمنطقة نزلة عبداللاه بمدينة أسيوط بما يقارب 3.5 مليون جنيه، للحد من الحوادث وتوفير أكثر من طريق لإيفاء الغرض للسيارات ووجه بإنشاء رصيف للمارة والحفاظ عليه من تعديات الباعة والمحلات العامة لأبعاد المواطنين من خطوط سير السيارات وأمر بمطبات صناعية في تقاطع عدد من الشوارع الرئيسية والفرعية بالمنطقة حفاظًا على أرواح المواطنين وتلاميذ المدارس خاصة كمساهمة في الحد من كوارث الحوادث بقلب عاصمة الصعيد
اسماء فتحى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق