ينتظر أهالي قرية «بني فيز» التابعة لمركز صدفا، بمحافظة أسيوط، وصول جثمان ابن القرية المجند «حسن جمال حسن»، عائلة العقايلة، الذي استشهد في الحادث الإرهابي، بكمين شرطة العريش، صباح اليوم الإثنين؛ وسط حالة من الحزن والضيق، حيث اتشحت القرية بالسواد.
التقت «فيتو» بأسرة الشهيد، والتي تسودها حالة من الحزن والأسى الشديدين، وخاصة أنهم لم يلتقوا نجلهم منذ أكثر من شهر ونصف، فلم يحصل على إجازة من القوات المسلحة، كما أنه يعد عائل الأسرة، رغم صغر سنه، وكونه أصغر أشقائه.
بعين تملؤها الدموع، وكلمات يسيطر عليها الحزن، قال أحمد جمال، شقيق الشهيد: فوجئنا باتصال قسم الشرطة، وتبليغنا بالخبر المشؤوم، ولم نستطع إبلاغ والدتي؛ لكون الشهيد أصغر الأشقاء، وأكثر غلاوة لديها، وخاصة أن والدي متوفى منذ سنوات عديدة، ولم نكن نعلم أن القدر لم يمهل أخي حتى المجيء للمنزل، لنراه.
وأضاف شقيق الشهيد: إن الإرهاب لم يرحم شباب أخي، الذي لم يعش يوما سعيدا بحياته، فرغم صغر سنه ووفاة والدي، منذ أن كان طفلا، إلا أنه يتحمل المسئولية، ويعول الأسرة، فنحن 4 أشقاء ذكور و3 إناث، ولم نكمل تعليمنا، ولا نعمل بوظائف، وإنما نعمل بالأرض، وكذلك أخي لم يحصل إلا على الابتدائية، وظل يعمل في زراعة وفلاحة الأرض؛ لحين جاء استدعاء الجيش له، العام الماضي، وتقدم لخطبة إحدى قريباتنا بالقرية، وكان من المقرر عقد قرانه وزفافه بعد شهرين، إلا أن يد الإرهاب لم تمهله حتى يفرح، وانطفأت فرحة أسرتنا الفقيرة.
وأكد نفادي غندور، ابن عم الشهيد: إن حسن كان شابا صالحا، ومعروف عنه الشهامة والرجولة بين أبناء القرية، وأنه كان من الشباب الجادين المقبلين على العمل والتعب من أجل أسرته، وتزويج إخوته ونفسه، والتحضير لمراسم زفافه، بداية الصيف المقبل، مشيرًا إلى أن والدة الشهيد في حالة يرثى لها، خاصة أنها لم تره منذ فترة كبيرة.
وطالب أهالي القرية الرئيس عبد الفتاح السيسي والقوات المسلحة أن تضرب بيد من حديد؛ للقضاء على الإرهاب، الذي ينهي حياة الشباب في عمر الزهور، دون ذنب لهم سوى خدمة الوطن، غير مبالين بأسرهم وأمهاتهم وسنهم الصغيرة، فأكثرهم ما زال في مقتبل العمر، ولم يبدأ حياته بعد.
ايمان عمار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق