في خلال أسبوع تمكنت أجهزة أمن أسيوط من القبض على 3 جزارين بحوزتهم أكثر من 63 حمارًا بين حي ومذبوح في مراكز صدفا والغنايم وديروط، وسيطرت حالة من القلق على المواطنين خوفًا من شراء اللحوم، بالإضافة إلى ارتفاع أسعارها، إذ وصل سعر الكيلوجرام إلى 120 جنيهًا. يقول محمد عاطف، مدرس، من مركز الغنايم: «الأسبوع الماضي ألقت قوات من شرطة المركز القبض على تاجر حمير بعد عدة بلاغات من مواطنين تفيد بذبح التاجر حمير وبيعها للجزارين، وتمكنت الشرطة من ضبطه وبحوزته 22 حمارًا أثناء تجهيزها للذبح»، مطالبًا المسئولين في التموين ومباحث التموين والمحليات بمراقبة هؤلاء التجار خوفًا من تفشي الأمراض. يذكر سيد عبد المجيد، مقاول، من مركز صدفا: «شائعات كثيرة ترددت حول وجود ذبائح من الحمير لدى بعض الجزارين، وكتب شباب عبر موقع فيسبوك مواصفات اللحوم الخاصة بالحمير، والمشكلة أن الجميع بدأ يشك في أنهم تناولوا قطعًا منها في السابق، إذ يقول الشباب إن طعم هذه اللحوم يكون حلو أقرب للسكر وهو شعور انتابني شخصيًا». ويضيف عبد المجيد: «بعد ضبط 16 حمارًا بحوزة جزار أثناء ذبحه 3 منها قررت عدم شراء اللحوم لحين التأكد من اللحوم الموجودة بالسوق». ويؤكد متولي ربيع، موظف بالمساحة بمركز ديروط: «ضبطيات الحمير المذبوحة ازدادت وانتشار هياكل الحمير العظمية في الترع يطرح تساؤلًا حول أين تذهب لحوم الحمير؟». ويلفت ربيع: «إلقاء شرطة ديروط القبض على تجار أثناء محاولتهم توصيل 25 حمارًا لجزارين يؤكد أن شيئًا ما يتم ولا نعرفه لذا أخذت الحيطة وامتنعت عن شراء اللحوم». ويوضح محمد عبد المحسن، تاجر حمير: «من الصعب على التجار ذبح الحمير وتقديمها للناس من خلال الجزارين فهم لا يرضون ذلك على أنفسهم، وفي ذلك تشويه لنا ولتجارتنا».
ويتابع عبد المحسن: «تفسيري للعثور على هياكل عظمية للحمير في الترع والمصارف هو أن البعض يذبحها ويسلخها للاستفادة من جلودها التي تباع بأسعار عالية جدًا، ولذلك تلقى بغير جلد في الترع والمصارف وبعد ذلك تتحلل ويبقى الهيكل العظمي فقط ولا سبب غير ذلك». كان اللواء عاطف قليعي، مدير أمن أسيوط، تلقى إخطارات من مراكز ديروط والغنايم وصدفا تفيد بضبط جزارين وتجار مواشي بحوزتهم حمير معدة للبيع للمواطنين، على أنها لحوم مواشي، وتم ضبط 41 حمارًا بين مذبوح وحي في صدفا وديروط، و200 رأس في منفلوط. وفي منفلوط قدم أكثر من مواطن بلاغات ضد تاجر حمير بقرية الحواتكة بحجة أنه يقدم لحوم الحمير للمطاعم والجزارين على طول خط أسيوط «القاهرة- الزراعي» لكن في كل مرة تفاجأ فيه قوات من الشرطة بالتنسيق مع التموين، حظيرة التاجر تجد الحمير، التي بلغ عددها في أحد المرات 200 رأس، إلا أنهت في حالة جيدة ويقول صاحبها إنها للبيع والتجارة فقط وليست للذبح. من ناحيته، أوضح الدكتور محمد مرزوق، مدير مديرية الطب البيطري الأسبق، أن فرقًا كبيرًا بين اللحوم الحمراء الخاصة بالأبقار أو الجاموس ولحوم الحمير ويمكن معرفة الأخيرة عن طريق رائحتها ولونها البني الغامق الذي يميل إلى الزرقة وأليافها الواضحة والبارزة وقلة الدهون فيها. وشكك مرزوق في عملية ذبح الحمير لبيعها للمواطنين مشيرًا إلى أن هناك حمير تذبح ويتم أخذ جلدها الذي يتم تصديره إلى دول بعينها بسعر يتعدى 400 دولار للحمار الواحد، وأيضا يأخذ اللحم لبيعه لمربي الحيوانات أكلة اللحوم، التي يتم استخدامها في الملاهي والسيرك وخلافه. وقال الدكتور صلاح الدين محمد، القائم بأعمال مدير مديرية الطب البيطري بأسيوط، إن هناك حملات يومية على الجزارين بالتنسيق مع التموين والصحة بالإضافة لتواجد مفتشي الطب البيطري بالمجازر للتأكد من صلاحية اللحوم وضبط أي مخالفات قد تحدث في تداولها.
طارق عبد الجليل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق