· توقف الأسانسيرات بالمستشفى يثير غضب الزائرين والمرضى.. ومدير المستشفى: بسبب نقص العمالة
· إدارة المستشفى: المستشفى صرح للبحث العلمى وليس للعلاج فقط
· مرضى من ٨ محافظات يتلقون العلاج بمستشفى الجامعة
· المستشفى غير مسئول عن إقامة المرافقين بالحدائق
يعتبر مستشفى أسيوط الجامعى واحد من أكبر المستشفيات بمحافظة أسيوط، يخدم محافظات الصعيد بأكملها، ويحول إليه المرضى من جنوب الجيزة إلى أسوان، ويضم المستشفى الرئيس، ومستشفى الأطفال، ومستشفى صحة المرأة، ومستشفى المسالك البولية، ومستشفى المخ والأعصاب، ومستشفى الراجحى للكبد، ومستشفى القلب، وتصل طاقة مستشفيات أسيوط إلى حوالى 4200 سرير، منها 3000 سرير بالمستشفى الرئيس، والباقى موزع على المستشفيات التخصصية الأخرى، إلا أن أعداد المرضى تفوق الأسرة، مما يجعل عدد كبير منهم يفترشون الأرض.
العيادات الخارجية بالمستشفى الجامعى
تعتبر العيادات الخارجية بمستشفى أسيوط الجامعى من أكثر الأماكن التى يعانى منها المرضى، وذلك لعدة أسباب، منها نقص الأطباء والتمريض، مما يجعل طوابير الانتظارأمام هذه العيادات ممتدة لعشرات الأمتار، فضلاً عن ضيق الطرقات مما يعرض المرضى للعدوى، ولا توجد تهوية جيدة، بالإضافة إلى الخلافات المستمرة بين المرضى ومرافقيهم مع الأمن، بسبب التزاحم.
وقال غانم محمود، ٥٠ عاما - من مركز ساحل سليم - إن العيادات الخارجية مقرر لها العمل من الساعة الثامنة صباحًا وحتى الساعة الثانية ظهرًا، ولكن الأطباء لا يتواجدون حتى هذا التوقيت إطلاقًا، وينتهى العمل فى العيادات الساعة ١٢ ظهرًا، أى قبل انتهاء مواعيد العمل الرسمية بساعتين، فضلاً عن وجود نقص شديد فى العلاج، وشراء الأدوية من الخارج.
استقبال المصابين
أكثر الأقسام إهمالا أيضاً، قسم استقبال الإصابات، وقسم الاستقبال العام، وهما بوابة المرور لأى مريض إلى الأقسام الأخرى، أما القسم الأول يعانى من عدم وجود أسرّة كافية، مما يتسبب فى جلوس المرضى فى الطرقات لتلقى العلاج، وتهالك الكراسى المتحركة وعدم نظافة الحمامات وتهالك مواسير الصرف الصحى.
واشتكى على نصار – من مركز البدارى - من عدم وجود تمريض كاف أو عمال لنقل المرضى من غرف الاستقبال إلى أماكن عمل الجبس أو أماكن عمل الآشعة، مما يضطر الأهالى لاستخدام كرسى متحر لنقل المريض، فضلاً عن أن هذه الكراسى متهالكة تمامًا، ةقال: "أحيانًا نضطر لحمل المريض بأيدينا".
وأضاف مصطفى عمر - من قرية بصرة بالفتح - أنه من الممكن أن ينتظر المريض لساعات حتى يأتى طبيب للكشف عليه، أو عمل غرز إذا كانت الحالة فى حاجة إلى خياطة لجرح، مضيفًا أن غرفة الحبس من أسوأ الغرف، إذ أنها ضيقة جدًا، ولا توجد تهوية أو سرير يستلقى عليه خلال التجبيس، فضلاً عن عدم وجود مراوح.
أما عن الاستقبال العام، قال طارق مصطفى - من قرية العونة بساحل سليم - إن المترددين على المستشفى يعانون من العديد من المشكلات فى الاستقبال العام، منها ضيق غرفة توقيع الكشف على المرضى، وتحتوى على أسرّة صغيرة مفصولة بفواصل خشبية، فضلاً عن وجود نقص فى عدد الأطباء والممرضات، وانتظار المريض لوقت كبير حتى يتم توقيع الكشف عليه.
وحدة العناية المركزة لمركز القلب
قال محمد صلاح – أحد المترددين على المستشفى – إن أحدث الأجهزة موجودة بوحدة العناية المركزة، لكن أغلب الأطباء حديثو التخرج، وليس لديهم خبرة، مما يضطر الأهالى للتعاقد مع أساتذة وأطباء ذوى خبرة من خارج المستشفى ليشرفوا على المريض.
وأضاف: فى أغلب الأحيان، لا توجد أماكن لحجز المرضى داخل العناية، مما يؤدى إلى تدهور حالة المريض، فضلاً عن أن المريض لا يأخذ الفترة الكافية لاستكمال علاجه داخل العناية، بسبب قوائم الانتظار، فيضطر الأطباء إلى استعجال خروج مرضى ودخول آخرين، علما بأنه لا توجد أماكن خارج العناية للمرافقين.
أمن المستشفى الجامعى ومطاردة الزائرين
لا تمر ساعة واحدة أمام بوابات مستشفى أسيوط الجامعى دون حدوث مشكلة بين الأمن والمترددين على المستشفى لزيارة مرضاهم، وتندلع مشادات بين الأمن وأهالى المرضى، واشتكى ناصر عامر - من مركز أبنوب - من ارتفاع سعر تذكرة الزيارة التى وصلت إلى عشرة جنيهات، وقال إن المبلغ المطلوب كبير فَلَو ذهب ٥ أشخاص لزيارة مريض واحد فأنت فى حاجة إلى ٥٠ جنيهًا، لكن من يعرف فردًا من الأمن المتواجدين أمام البوابات يدخل مجانًا.
أضاف على عمر - من قرية نجع سبع التابعة لمركز أسيوط - أن معاملة أفراد الأمن على بوابات المستشفى، فأحياناً يمنعك الأمن من دخول المريض بالسيارة، وإجبار مرافقى المريض على شراء تذاكر زيارة، ولكن هناك بعض الأشخاص يتفهمون الموقف، ويتركون الحالة ومن معها يدخلون، وعلل أحد أفراد الأمن - الذى رفض ذكر اسمه - ذلك بأن هناك تشديدات من قبل إدارة المستشفى على الأمن بمنع دخول السيارات، وذلك لمنع الزحام.
مئات قوائم الانتظار
تعتبر قوائم الانتظار بمستشفى جامعة أسيوط عائقا أمام المرضى، فأحيانًا تكون العملية عاجلة، إلا أن المريض يتنظر دوره فى القائمة، وقد يتسبب ذلك فى وفاة المريض.
يقول محمود رفاعى - من مركز الفتح - إنه ينتظر إجراء جراحة عاجلة لابنه ذى الـ ١٤ عامًا، ويتردد بشكل شبه يومى على مستشفى الجامعة لتقديم ميعاد العملية، ولكن تبوء كل محاولاته بالفشل، وليس بإمكانه إجراء العملية فى عيادة خارجية على حسابه الخاص.
رد مدير المستشفى
من جانبه، قال الدكتور أشرف زين العابدين، مدير مستشفى الجامعة بأسيوط، إن المستشفى صرح للبحث العلمى وليس للعلاج، وإذا كان يستقبل الحالات المحولة إليه من المحافظات المجاورة، أو من مستشفيات مديرية الصحة بالمحافظة، فيأتى ذلك للدور الإنسانى الذى من واجبنا كأطباء تقديمه، فلا يمكن أن نغلق أبوابنا فى وجه أى مريض.
وأوضحح أنه لا يمكن إنكار أن المستشفى يعانى من ضغط شديد، ونقص فى بعض الإمكانيات، فلدينا نقص شديد فى العمالة، وعجز فى التمريض بنسبة ٥٠٪، فى حين أن هناك تضخما فى عدد التمريض بمديرية الصحة والوحدات، أما عن الأسانسيرات، فنادرًا ما تتعطل، والعطل يكون بسبب الصيانة، وكثرة الاستخدام، ومعظم زائرى المرضى من القرى يستخدمون الأسانسير كنوع من أنواع الترفيه، فالمريض الواحد يزوره أكثر من ٤٠ زائرا فى اليوم.
وعن المرافقين، أشار الدكتور أشرف زين العابدين، مدير مستشفى الجامعة بأسيوط، إلى أنه مطلوب لكل مريض مرافق واحد فقط، مع المريض غير القادر على الحركة، وبالتالى يستبعد الأمن أى "مرافق زيادة"، فينزل إلى الحديقة ويقيم فيها، ويلقى المخلفات بالحدائق، وهو ما يتعارض مع سياسة المستشفى، فيطاردهم الأمن، وتحدث مشادات بسبب عدم الالتزام بالتعليمات.
وأضاف زين العابدين أنه بسبب الضغط الشديد على المستشفى من مختلف المحافظات واستقبال المرضى بالصعيد ككل، فإن الأسرة تكاد تكفى المرضى الموجودين، لكن هناك حالات تكون محولة من العيادات الخارجية، فنضطر لوضعها على قائمة الانتظار، أما حالات الطوارئ فيتم توفير أسرة لها.
وأشار زين العابدين إلى أن المستشفى يعانى من نقص فى التمريض والعمال، وهو ما يضطرنا إلى تشغيل أسانسير واحد فى كل جناح، وإيقاف تشغيل الأسانسيرات بعد الساعة الثانية ظهرًا، نظرًا لعدم وجود عمالة، كما أن المستشفى يعانى من نقص فى أدوية التخدير، وبعض المحاليل، بينما يوجد مخزون استراتيجى بمديرية الصحة.
وفى النهاية، طالب الدكتور أشرف زين العابدين، مدير مستشفى الجامعة بأسيوط، بتوفير دعم مادى من وزارة التعليم العالى، ومن رجال الأعمال، والنواب، مشيرًا إلى أن المستشفى تعتمد على مجهودها الذاتى، كتذاكر الدخول.
ضحا صالح
احمد مصطفى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق