لم تمنعه ظروفه المعيشية الصعبة من استكمال مسيرة تفوقه الدراسي التي بدأها منذ طفولته، حيث تمكن عبدالراضي علام حسن عبدالراضي، الطالب بمدرسة العتمانية الثانوية المشتركة، من تحقيق الدرجات النهائية في جميع المواد.
ونشأ "عبدالراضي" داخل منزل يفتقر لأبسط مقومات الحياة الآدمية بقرية نجع الجزيرة التابعة لقرية العتمانية بالبداري في محافظة أسيوط، وسط أسرة بسيطة لا تملك إلا قوت يومها، فوالده فلاح بسيط يعمل في أرض الغير، أصيب بمرض الفشل الكلوي منذ عامين، الأمر الذى دفع الطالب "عبدالراضي" إلى العمل كي ينفق على دراسته.
وحصل عبدالراضي في العام الماضي على الدرجات النهائية في جميع المواد عدا مادة الفرنساوي فقد فيها درجة واحدةن وأدى الطالب الامتحان هذا العام في مادة الجيولوجيا وكالعادة حصل فيها على الدرجة النهائية ليصبح مجموعه الكلي في الثانوية هذا العام 409 درجات بما يعادل 99,76%.
يقول الطالب عبدالراضي: "لم أحصل على أي درس خصوصي طيلة مراحل دراستي المختلفة، كما أنني لم أشترِ أي كتاب خارجي، ومذاكرتي كانت من الكتاب المدرسي فقط لظروفي الخاصة، كما أنني أعتبر الدروس الخصوصية مضيعة للوقت، منوها بأنه كان يذاكر 10 ساعات في اليوم والأمور في منزلهم كانت تسير بشكل طبيعي حتى خلال أيام الامتحانات.
وأضاف: "ما دفعني إلى تأجيل مادة الجيولوجيا العام الماضي ظروف مرض والدي فكان نفس يوم الامتحان هو نفس موعد جلسة الغسيل"، لافتا إلى أن والده طلب منه أن يؤجل موعد الجلسة ويذهب للامتحان فرفض وقرر تأجيل المادة للعام المقبل، وقال: "أنا نفسي أدخل طب بس خايف من المصاريف.. ظروفنا متسمحش".
ويقول الحاج علام، والد عبدالراضي، إن "دعائي له ورضاي عليه وربنا بيقف مع الفقير، كنت مريض من سنتين وهو اللي شايلني كل ما أتعب يشيلني ويوديني للدكتور".
وأوضح عماد حمدي، مدرس، ونجل عم "عبدالراضي"، أن عبدالراضي متفوق منذ طفولته وهو ما دعاه إلى تبنيه دراسيا والاهتمام به، لافتا إلى أنه "كان يقول له دوما لو عايز درس في أي مادة قولي وأنا متكفل بيه فكان يرفض".
وأضاف أن "عبدالراضي نفسه عفيفة جدا"، مشيرا إلى أنه "كان بيشتغل طول الأجازة كي يوفر مصاريف دراسته".
-----------------------------------------
فور نشر القصة الخبرية توالت ردود الأفعال والاتصالات التي انهالت على الجريدة من مؤسسات خيرية ورجال أعمال ومسؤولين جميعها تطالب بكفالة الطالب عبدالراضي علام حسن الحاصل على مجموع 409 شعبة العلمي علوم بنسبة مئوية 99.76%.
ومن بين هذه المؤسسات مؤسسة عماد عبدالنبي الخيرية التي أعلنت تكفلها عبدالراضي حتى انتهاء دراسة بكلية الطب مع تخصيص راتب شهري له طيلة سنوات الدراسة، كما أعلن أمين صندوق المؤسسة أنهم اليوم في القرية تمهيدا لإخلائه وإعادة تشييده وفرشة ومن المؤسسات التي أعلنت مساعدتها للطالب عبدالراضي، مؤسسة "مصر الخير"، والتي أبدت مساعدتها للطالب عن طريق توفير الإقامة له بالقاهرة طيلة مدة دراسته بكلية الطب جامعة القاهرة مع توفير الإعاشة الكاملة له وكذلك فحص حالة والده الصحية والتكفل بعلاجه، ومن بين المساعدات التي أعلنت عن تقديمها للطالب هو فرش المنزل بالكامل بصورة تليق بطالب مجتهد ومتفوق كالطالب عبد الراضي.
ومن جانبه، أعلن المهندس ياسر الدسوقي، محافظ أسيوط، تبنيه الكامل للطالب عبدالراضي، مشيرا إلى أن الطالب يُعد نموذجا مشرفا لجميع أبناء محافظة أسيوط الذين يتغلبون على كل الصعاب ولا يستسلمون للعقبات أيا كانت بل ويواجهونها بالعلم لا بالاستسلام.
وفي السياق ذاته، أعلن عدد كبير من رجال الأعمال رغبتهم في كفالة ومساعدة الطالب عبدالراضي حتى يحقق حلمه ويلتحق بكلية الطب التي يتمناها ونشرت "الوطن"، أمس، قصة عنوانها "الحاصل على 99.76% في الثانوية بأسيوط: نفسي أدخل طب وخايف من مصاريفها"، نظرا لظروفه المعيشية الصعبة، بعد إصابة والده بمرض الفشل الكلوي، الذي أصابه منذ عامين وأقعده عن العمل، ما اضطر عبدالراضي إلى العمل في الإجازة، كي يكفي مصاريف دراسته.
سعاد احمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق