تعد محافظة أسيوط من أكثر المحافظات عرضة للسيول هذا العام، بسبب طبيعتها الجغرافية، وسلاسل الجبال التي تحيط بها من الشرق والغرب، بالقرب من التجمعات السكانية في مناطق متفرقة، تأتي في مقدمتها قرية درنكة غرب مدينة أسيوط، والقصير بمركز القوصية، وديروط، وعرب مطير بمركز ساحل سليم، والهمامية، والعتمانية، وعزبة يوسف، والنواورة بمركز البداري، وغيرها من الأماكن القريبة من الجبال ونهر النيل، والتي تضربها الكوارث عند تعرضها للسيول.
تعرضت المحافظة لأكثر من ضربة سيول مدمرة، كانت آخرها العام الماضي، حيث فقد الكثير من أبناء المحافظة حياتهم، بسبب صعقات كهربائية نتيجة تجمع المياه بكثافة في أنفاق «المنفذ، والأزهر»، وأيضا في عرب مطير بمركز ساحل سليم، وفي عامي 2014 و 2012 دمرت السيول العديد من قرى المحافظة، مثل قرى النواورة، والعتمانية، وعزبة يوسف، والهمامية التابعين لمركز البداري.
وتتصدر أسيوط قائمة المحافظات التي لا تستطيع مواجهة السيول لعدة أسباب، منها عدم إنشاء برابخ أسفل الطرق الصحراوية، لحمايتها من الانهيار بسبب تدافع المياه بقوه شديدة، وتعمل البرابخ على توفير معابر آمنة لنقل تجمعات المياه من أحد جوانب الطريق إلي الجانب الآخر، وعدم استعداد المحافظة بشكل كافي لمواجهة تلك السيول المحتملة.
يكتفي المحافظ بإصدار تعليمات لرؤساء المراكز والوحدات المحلية، بتفقد مخرات السيول فقط، دون إعداد الخطط المناسبة لتفعيلها وقت حدوث الكارثة بالتنسيق مع الجهات المختصة، كما اكتفى أيضا بتنظيم عرض للمعدات المتهالكة منتصف الشهر المقبل.
ورغم توالي تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية للمحافظات خاصة محافظة أسيوط، بضرورة أخذ الحذر ووضع خطة محكمة، والاطمئنان على السدود ومخرات السيول، وقرار مجلس الوزراء الأخير، والذي وجه فيه المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، جميع المحافظين بعمل جولات تفقدية مستمرة للسدود ومخرات السيول داخل نطاق محافظاتهم؛ إلا أن المهندس ياسر الدسوقي، محافظ أسيوط، اكتفى بتوجيه التعليمات لرؤساء المدن عبر «الفاكس»، وتكليف «ظل المحافظ الجديد» بمتابعة تلك التعليمات داخل المراكز والقرى، رغم السيول الشديدة التي أصابت المحافظة ونتج عنها مصرع عدة أشخاص بينها أطفال، وانقطاع الكهرباء وحوادث الطرق، اكتفى فقط بالمتابعة، ونفى عبر الفضائيات وجود أية سيول داخل محافظته.
شحاتة السيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق