في صبيحة الحادي والعشرين من أكتوبر 2017، استيقظ أهالي أسيوط، على نبأ مأساوي، بمصرع 16 شخصًا، وإصابة 5 آخرين، في حادث تصادم 4 سيارات على طريق (أسيوط- سوهاج) الشرقي في نطاق محافظة البحر الأحمر.
لم يكن هذا الحادث هو الأخير من نوعه، وإنما وقع حادث آخر في صباح الثاني عشر من نوفمبر 2017، راح ضحيته 3 أشخاص و14 مصابًا، ورغم أن الحادثين لا يفصل بينهما سوى شهر تقريبًا، إلا أن الرابط بينهما عنوانه "السرعة الزائدة"، على طريق غير مزدوج، الأمر الذي يجعل السيارات في مواجهة بعضها البعض.
ولأهمية أرواح المصريين، فقد وجه الرئيس السيسي، اليوم الإثنين، بضرورة الانتهاء من الطريق وازدواجه، خلال 6 أشهر، لإنقاذ آلاف الأرواح، التي تسير على هذا الطريق، موجهًا حديثه لوزير النقل، قائلاً: "إحنا قلنا الوصلة دي لازم تخلص، علشان فيها أعلى نسبة حوادث في مصر على الإطلاق، وكل ما نخلصها بسرعة هنحافظ على أرواح المصريين، ولو الشركات قدرت تخلصها في 6 أشهر، دول 145 كليو مترًا، يبقى بنحمي المصريين من أعمال قتل حقيقي، وإصابات حقيقة على الطريق".
وفي هذا الإطار، يقول محمد حمد الله، رئيس جمعية المستثمرين بأسيوط، إن هذا الطريق، يختصر الوقت والجهد، ويعمل على زيادة فرص الاستثمار بهذه المنطقة، كما سيحد من معدلات الحوادث المرتفعة عليه، وبالتالي فإن توجيهات الرئيس بالانتهاء منه، جاءت في الوقت المناسب، وتدل على رؤية واضحة للقيادة السياسية، التي تعمل على تذليل جميع العقبات أمام المواطنين.
وأوضح النائب تادرس قلدس، أن الطريق بداية من مسجد "المقاولين العرب" في نهاية طريق أسيوط الجديدة، وحتى بوابات طريق البحر الأحمر، نسميها "وصلة الموت"، وهي في حدود 18 كيلو مترًا، وقد وقعت العديد من الحوادث بسبب عدم ازدواجية الطريق، وراح ضحيتها العشرات من المواطنين.
وأشار النائب، إلى أنه طالب في وقت سابق وزير النقل والمواصلات، بضرورة ازدواج الطريق، وسرعة إنارته، ووضع علامات إرشادية، وصدادات جانبية عليه، تفاديا لوقوع الحوادث، وانقلاب السيارات أسفل الطريق، مضيفا أنه في حالة الانتهاء من ازدواج الطريق، ستكون هناك سيولة مرورية أكبر بين محافظات الوجه القبلي والبحري، وبالتالي سوف تزيد حركة التجارة والسياحة الداخلية.
من جانبها حاولت "بوابة الأهرم" التواصل مع المهندس عبدالله مندور، وكيل وزارة الطرق والكباري بأسيوط؛ لتوضيح تفاصيل أكثر حول هذا المشروع، ولكنه لم يجب على هاتفه المحمول.
يذكر أن وزير النقل، الدكتور هشام عرفات، قد صرح أثناء زيارته لأسيوط في الأسبوع الماضي، بأنه جار البدء في ازدواج طريق (أسيوط- سوهاج) الشرقي، بامتداد طريق الجيش، الذي يدخل ضمن المشروع القومي للطرق، بطول 120 كم، بتكلفة إجمالية قدرها 1.2 مليار جنيه، حيث تم عمل الرفع المساحي والدراسات الفنية للطريق، واعتماد التصميمات، وجار البدء في الطريق والانتهاء منه خلال عام ونصف العام.
وأضاف أن هذا الطريق سيتكامل مع طريقي "سفاجا- سوهاج"، و"سفاجا- قنا"، اللذين تم تنفيذهما ضمن المرحلة الأولى من المشروع، وهذا الطريق سيكون محور "سفاجا - سوهاج - أسيوط"، المتقاطع مع طريق "سفاجا- قنا"، وتبلغ أطوال الطرق الثلاثة المكونة لهذا المحور 480 كم.
اسلام رضوان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق