أيام قليلة وتحل علينا ذكرى المولد النبوي الشريف، التى اعتاد المصريون على شراء حلوى المولد بكل أنواعها فيها، إذ تعد من أهم مظاهر الاحتفال بالمولد التي يحرص عليها المواطنين من المسلمين والأقباط علي التوافد علي محلات بيع الحلوى والأسواق بمختلف الميادين والشوارع الرئيسية بأسيوط ، وشرائها كعادة مصرية تدخل البهجة والفرحة علي الجميع بمختلف اطياف المجتمع المصري.
"اليوم السابع" أجرى جولة ميدانية علي أسواق تصنيع وبيع حلوى المولد الشريف لرصد أسعار الحلوى والتعرف علي مدى اقبال المواطنين بأسيوط في التقرير التالي..
بحيرى كمال بحيرى، قبطي يعمل في صناعة حلاوة زمان "العروسة والحصان" المرتبطة باحتفالات المولد النبوي، قال لـ"اليوم السابع": إنه يعمل في صناعة حلوى المولد منذ أكثر من 3 سنوات، حيث انتقل من مركز أبوتيج للعمل في مدينة أسيوط مع الأسطى "سيد عبدالحافظ" المسلم والذي علمه الصنعه مع أولاده داخل أحد المصانع بمنطقة القيسارية، والتي تعد قبلة المواطنين والتجار للتسوق والشراء.
حرفة تحتاج صبر وقوة تحمل
ويضيف بحيرى كمال:"مهنة صناعة حلوى المولد تحتاج لقوة تحمل وصبر للوقوف داخل مكان تكون درجة حرارته مرتفعة بسبب عملية "صهر السكر" الخام داخل إناء نحاسي كبير تم وضعه علي "الموقد"، بعدها يتم تقليبه باستخدام معلقة كبيرة حتى يأخذ شكل السكر السائل ثم أقوم بصب السكر داخل قوالب خشبية مختلفة الأشكال والأحجام للحصان والعروسة، ثم يترك لعدة دقائق حتى يأخذ السكر شكل القوالب بعدها يم إزالة السكر الزائد من القوالب ويترك ليبرد حتى يتم فك القوالب الخشبية لتأخذ أشكال الحصان والعروسة.
واختتم بحيرى، حديثه بالتأكيد علي قوة الشعب المصري مسلمين ومسيحيين مؤكدا كلنا واحد ولن يستطيع الإرهاب أن يفرق بين نسيج الأمة وستظل مصر بلد الأمن والآمان، موجها رسالة لكل المصريين "كل سنة وانتم طيبين بمناسبة حلول ذكى المولد النبوي الشريف".
ويضيف محمد سيد، أحد العاملين في صناعة حلاوة المولد،:" إنه تعلم الصنعة من والده، حيث يقوم بعد صب السكر السائل بداخل القوالب الخشبية والتي تأخذ شكل العروسة والحصان، بأخراجها من القوالب ثم تغليفها وتجهيزها للبيع إلي التجار والمحال التجارية بأسيوط؛ مؤكدا إنه برغم انتشار العروسة الصيني "البلاستكية" إلا ان المواطنين يحرصون علي شراء العروسة والحصان المصنوعة من السكر كعادة قديمة يتم توارثها عبر الأجيال".
- الفولية والحمصية والسمسمية أكثر الأنواع إقبالا في المولد
يقول رمضان محمود إبراهيم، أحد العاملين في صناعة حلوى المولد " لـ"اليوم السابع":" تعلمت الصنعة من شقيقي الأكبر منذ 12 عاما في محافظة الفيوم، وجاءت أشتغل في صناعة الحلوي بأسيوط، حيث يتم تصنيع "الحمصية والفولية والسمسمية" من خلال وضع السكر والعسل بداخل إناء كبير من النحاس يتم وضعه علي "الموقد" ثم يتم التقليب باستمرار حتى لا يحترق، بعدها يتم وضع الفولية أو السمسمية أو الحمصية بداخله ويتم تقليبهم، بعدها تأتي المرحلة الثانية برفع الإناء المغلي بعد التأكد من التسوية، بعدها يتم وضع الخليط علي رخامة نظيفة ويتم تشكيله إلي قطع صغيرة بعدها يتم تجميعه وتعبئته وتغليفه ".
ويؤكد رمضان،" أن الفولية والحمصية والسمسمية هي أكثر الأنواع التي يوجد عليها إقبال من الأسر علي شرائها خلال مولد النبوي ".
- أقباط يشترون حلاوة المولد لمشاركة المسلمين فرحتهم
يقول رمزى ثابت توماس، مواطن قبطي بمحافظة أسيوط، إنه اعتاد على مشاركة المسلمين خلال مناسبة المولد النبوي الشريف وشراء حلاوة المولد، ولم تمر هذه المناسبة دون أن اشترى الفولية والحمصية والسمسمية والملبن، كعادة مجتمعية تجمعنا كلنا كمصريين عليها ".
ويضيف توماس:" أنا اشتريت كيلو حلاوة مولد مشكلة لكي أقوم بتوزيعها علي زملائي المسلمين في العمل وإدخال البهجة والفرحه عليهم؛ ولا يوجد اختلاف بين نسيج المصريين مسلمين ومسيحيين، كلنا مصريين نعيش علي ارض هذا الوطن نشارك الأفراح والأحزان، ولن يستطيع أحد أن يفرقنا عن بعض ".
ويؤكد ياسر القاضي، صاحب مصنع حلوى، أن الإقبال على الشراء هذا العام محدود بسبب ارتفاع أسعار الحلوى حيث يصل سعر كيلو الحلاوة "المشكلة" من 25 إلى 40 جنيها، وكيلو العروسة والحصان 20 جنيها، و كيلو السمسمية والفولية والحمصية وجوز الهند والملبن يتراوح سعر من 25 وحتى 40 و50 جنيها ، كما بلغ سعر الحلوى الفاخر 40 جنيها، و سعر العلبة الـ 2 كيلو من 50 إلى 60 جنيها، وذلك وفقا لنوع التشكلية.
محمود عجمى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق