اللواء جمال نور الدين: المدينة الجديدة تتكون من 6 أحياء ومساحتها 6 آلاف فدان
► عبدالجليل :تشمل حزاما شجريا وإسكانا اقتصاديا ومتوسطا وخاصا ومدينة علمية
► رئيس جهاز المدينة: تخصيص 81 فدانا لإحدى الشركات لإقامة جامعة خاصة
قضت «الاهرام» يوماً كاملاً فى جولة خاصة برفقة قيادات أسيوط وعلى رأسهم المحافظ اللواء جمال نور الدين، فى هذه الجولة تأكدنا على ارض الواقع ان هناك أسيوطا آخرى يجرى بناؤها على ارض مدينة ناصر المقامة على اكثر من ستة آلاف فدان ، حيث ان مدينة ناصر المتكاملة والتى تضم اسكانا اجتماعيا ومتوسطا وخاصا وجامعة خاصة ومدارس ومساجد وكنائس وعاصمة ادارية مصغرة.. خلاصة الجولة ان هذه المدينة أعطت بارقة أمل جديدة لفقراء الصعيد وتحديدا أهالى أسيوط البسطاء بعدما تحولت أحلامهم المستحيلة فى الحصول على وحدة سكنية إلى حقيقة واقعة بفضل مدينة ناصر الواقعة غرب أسيوط، بعد ان اصيبت اسعار الشقق والمساكن بحالة من الجنون وتجاوزت الملايين.
ورصدت «الأهرام» ما تم إنجازه على ارض الواقع حيث بلغت نسبة التنفيذ بالاسكان الاجتماعى 65% لتستعد المدينة لاستقبال أول أسرة للإقامة بها فى يونيو من عام 2020 ،وهو ما يفتح الباب أمام الطبقة المتوسطة ومادونها فى الاقامة بسكن آدمي.
قضينا الجولة بمرافقة اللواء جمال نور الدين محافظ أسيوط والمهندس عمرو عبدالعال نائب المحافظ والمهندس محمد عبد الجليل سكرتير عام المحافظة والمهندس ياسر عبد الله رئيس جهاز مدينة ناصر ومعاونيهم وقطعنا مسافات طويلة بكل موقع داخل المدينة.
البداية كانت بتفقد أول تجمع سكنى خرج إلى النور بمدينة ناصر وما أن رأيناه من بعيد يلوح فى الأفق حتى اعتقدنا انه الإسكان الفاخر وحى الفيلات والعمارات الذى سمعنا عنه من حيث الرقى فى التصميم واتساع المساحات الخضراء وتناسق الألوان وتشطيب الواجهات بما يحاكى أحدث التصميمات المعمارية بأرقى التصميمات ك «كمبوند» مغلق بحزام تشجيرى وحينما اقتربنا من الموقع شاهدنا لافتة مدون عليها عبارة «الإسكان الاجتماعي» وما أن وطئت أقدامنا هذه العمارات حتى فوجئنا بنسب الأعمال التى تجاوزت 65% من هذا التجمع السكنى الذى أطلق عليه العاملون به «كمبوند الفقراء» وعندما تفقدنا إحدى الوحدات السكنية والمكونة من ريسبشن وثلاث غرف ومطبخ وحمام كاملة التشطيب بما فيها وصلات الدش المركزى والانترنت وأحدث نظم التشطيب وكانت المفاجأة حينما استفسرنا عن المساحة والسعر جاء رد المهندس ياسر عبد الله رئيس جهاز المدينة أن مساحة وحدات الإسكان الاجتماعى تصل إلى 90 م وبسعر يقارب الـ 210 آلاف جنيه وسيتم طرحها أمام المواطنين خلال الفترة المقبلة وفقا للشروط والقواعد.
«إسكان مصر»
وعقب ذلك توجهنا إلى ثانى التجمعات السكنية بمدينة ناصر والذى يقع على بعد 2كم حيث المسطحات الخضراء والحزام التشجيرى الفاصل بين التجمعين حيث يقع كمبوند «إسكان مصر» والذى بلغت نسبة الانجاز به ما يزيد علي77% من الأعمال حيث تم الانتهاء من دهان واجهات أغلب العمارات السكنية التى يصل ارتفاعها لعدد 6 طوابق ويضم الطابق الواحد 4 وحدات سكنية تصل مساحة الوحدة السكنية لنحو 115م مكونة من 3 غرف نوم وصالة كبيرة وحمام ومطبخ وتم تشطيب هذه الوحدات على أعلى مستوى من حيث ديكورات الأسقف ووصلات الدش المركزى وكابينة الاستحمام وكذا وصلات التكييف والحوامل الخارجية مما لا يدع للمواطن مساحة للتفكير بوضع مسمار داخل شقته وذلك بتكلفة تصل إلى 380 ألف جنيه تقريبا وسيتم فتح باب الحجز بها خلال الفترة المقبلة أيضا .
«حى الفيلات»
على بعد بضعة كيلومترات يقع التجمع الثالث لحى الفيلات والعمارات والذى مازال حتى الآن فى طور توصيل المرافق والخدمات وشق الطرق الداخلية وتقسيم قطع الأراضى طبقا لخرائط التقسيم والطرح التى تم الإعلان عنها خلال أول طرح لقطع الأراضى فى العام الماضى ،حيث تم الإعلان حينها عن طرح عدد 250 قطعة أرض سكنية متميزة بمساحات تتراوح ما بين 500م2 إلى 1000م2 لإقامة فيلات وعمارات سكنية وكان اللافت للانتباه تلقى هيئة المجتمعات العمرانية طلبات تفوق قطع الأراضى المحددة وهو ما دعا الحكومة إلى إصدار قرار بقبول جميع الطلبات ومنح كل من تقدم قطعة أرض ليصل عدد الحاصلين على هذه القطع لنحو 450 شخصا وخلال المرحلة المقبلة سيتم تسليم الأرض لأصحابها ومن ثم إلزامهم بسرعة الانتهاء من تنفيذ كامل أعمال البناء خلال 3سنوات من تاريخ الاستلام.
اما اللواء جمال نور الدين محافظ أسيوط الذى قضى معنا عدة ساعات بالمدينة قال إن حلم «الأسايطة» قد تحقق مع مطلع عام 2017 عقب زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لأسيوط وما أعقبه من صدور القرار الجمهورى رقم 78 لسنة 2017 بتخصيص نحو 6006.2 فدان للبدء فى تنفيذ المشروع العملاق الذى يقدر بنحو 10 أضعاف مدينة أسيوط القديمة ثم صدر قرار من هيئة المجتمعات العمرانية باستحداث هيكل تنظيمى للمدينة يكون مسئولا عن متابعة الأعمال التى يتم تنفيذها وبالفعل تم عمل الرسومات الخاصة بها وتم تقسيم المدينة الوليدة ــ والتى حملت اسم «ناصر» تخليدا لذكرى ابن أسيوط الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ــ لنحو 6 أحياء سكنية على أن يتم تنفيذها على 3 مراحل بالإضافة للمنطقة الصناعية ومنطقة الخدمات وتم تحديد المستهدف السكانى للمدينة بمراحلها الثلاث ويقدر بنحو 345 ألف نسمة حتى سنة 2030بواقع نحو 90 ألف وحدة سكنية منها 27 ألف مرحلة أولى على أن تصل مساحة المرحلة الأولى والتى يتم تنفيذها الآن لنحو 1600 فدان بالإضافة لمشروع سكن مصر ومشروع الإسكان الاجتماعى بالمرحلة الثانية بإجمالى كثافة سكانية متوقعة للمرحلة الأولى تقدر بنحو 100 ألف نسمة وقد صدرت تعليمات من القيادة السياسية بأن يتم الانتهاء من المرحلة الأولى فى يونيو 2020 على أن تبلغ استثمارات المدينة نحو 3500مليون جنيه منها 2565 مليونا للمرحلة الأولى تنقسم لنحو 1800مليون جنيه بنية تحتية و765 مليونا لتنفيذ مشروعات الإسكان «سكن مصر والإسكان الاجتماعي» بالإضافة لنحو 932 مليون جنيه لأعمال الطريق الرئيسى والكوبرى وتعويض من تم نزع ملكيتهم.
حلم الأسايطة يتحقق
وطالب محافظ أسيوط القائمين على المدينة بالتوسع فى إنشاء مشروعات خدمية وترفيهية غير تقليدية لجذب المواطنين للمدينة مؤكدا أن مدينة ناصر تتمتع بمميزات فريدة منها قربها من مدينة أسيوط وكذلك تتمتع بجو صحى لارتفاعها عن سطح البحر متوقعا أن تشهد المدينة إقبالا كبيرا بعد الانتهاء من طريق الهضبة حيث سيسهل على المواطنين المشاهدة بأنفسهم ما يتم انجازه على أرض الواقع.
وقال المهندس محمد عبد الجليل سكرتير عام محافظة أسيوط إنه تم وضع مخطط عالمى لمدينة ناصر يتواكب مع متطلبات العصر الحديث حيث يضم المخطط تجمعات سكنية بما يلبى طموحات أهالى أسيوط كل حسب قدراته من الإسكان «اجتماعى اقتصادى متوسط « ويضم المخطط ايضا مدينة طبية تقام على مساحة 37 فدانا تضم مستشفيات على أعلى مستوى ، فضلا عن إنشاء مراكز بحثية طبية وكذلك مدينة رياضية على مساحة 140 فدانا تضم استادا دوليا لكرة القدم يضع الصعيد على الخريطة الكروية لتنظيم البطولات العملاقة مثل كأس أمم أفريقيا أو كأس العالم، وكذلك إنشاء مدينة أوليمبية لوضع الصعيد على خريطة المنافسات العالمية ومدينة تعليمية على مساحة 185 فدانا لإنشاء أكبر مدينة علمية فى الصعيد ومصر تضم جامعة تكنولوجية حديثة ومراكز بحثية ومدارس تعليمية دولية وجامعات خاصة كما تم التخطيط لإنشاء عاصمة إدارية مصغرة للصعيد تضم مناطق خدمات مركزية متنوعة لجميع الوزارات لتقدم خدماتها فى المجالات « التجارية , التعليمية , الحكومية , الصحية , الدينية , البيئية « وهو ما سيسهم فى القضاء على المركزية وبدء مرحلة جديدة من التنمية وضم التخطيط أيضا أكبر مدينة ترفيهية فى الصعيد تضم مدينة ملاه ومتنزهات ومنتجعات سياحية خاصة ،مشيرا الى ان الهضبة ترتفع لنحو160 م عن سطح الأرض وهو ما يعنى أن البيئة المتاحة ستكون صحية بعيدة عن التلوث مصحوبة بانخفاض فى درجات الحرارة وهو ما سيزيد من فرص المنتجعات السياحية التى ستلقى رواجا كبيرا لكون الهضبة تقع بجوار أهم المزارات السياحية القبطية فى الصعيد ويبعد 2 كم عن مسار الهضبة يتمثل فى دير السيدة العذراء بدرنكة ولم يغفل التخطيط أيضا إنشاء مدينة صناعية قائمة على الصناعات المتوسطة والصغيرة بالإضافة إلى منطقة لوجستية للاستفادة من قرب مطار أسيوط الدولى وكذلك طريق البحر الأحمر للتصدير مباشرة للخارج عبر موانى سفاجا والبحر الأحمر. المهندس عمرو عبدالعال نائب محافظ أسيوط قال أيضاً إن المحافظة تولى اهتماما كبيرا بتذليل أى عقبات تواجه المشروع حيث قام محافظ أسيوط بعقد اجتماع مع كل الجهات المعنية العاملة بالمشروع وناقش معهم جميع مراحل التنفيذ ووجه المحافظ القائمين على المشروع بالاستفادة من الأخطاء التى ظهرت فى مدينة أسيوط الجديدة لتلافيها فى مدينة ناصر مؤكدا أن الجزء الذى يمر بالطريق الزراعى من محور الهضبة يخضع لرقابة شديدة من الأجهزة التنفيذية لمنع وقوع أى تعديات عليه مستقبلا وأن أى حالات يتم رصدها تتم إزالتها فورا.
وقال المهندس ياسر عبدالله رئيس جهاز مدينة ناصر إن مجلس إدارة هيئة التعمير وافق أخيرا على تخصيص قطعة أرض مساحتها 17 فدانا لمصلحة إحدى شركات التطوير العقارى لإقامة مشروع عمرانى متكامل»كمبوند» شريطة استيفاء الدراسات الاقتصادية والشروط الادارية كما تم تخصيص 81 فدانا لشركة استثمار اخرى لإقامة جامعة خاصة عليها كما تم تخصيص قطعة أرض بمساحة 2154.35 بمركز خدمات الحى الثانى لإقامة كنيسة للكاثوليك ومثلها تم تخصيصها لإنشاء مسجد عليها، وتجرى حاليا دراسة تخصيص أرض لإنشاء كنيسة للأقباط الأرثوذكس وكلها تمثل عامل جذب كبيرا للمدينة. وقال المهندس نصير عبدالمعز معاون رئيس الجهاز إنه تم إسناد أعمال البنية التحتية لإحدى الشركات بقيمة 1800مليون جنيه وتشمل شبكة الصرف الصحى وشبكة المياه وشبكة الرى وأعمال المآخذ ومحطة الرفع الثانوية وأعمال الخط الناقل ومحطة التنقية وأعمال الطرق وقد تم تنفيذ نحو 28% من شبكات المياه و24 % من شبكات الرى و30 % من شبكات الصرف الصحى وقد بدأ العمل فى البنية التحتية فى 9/2017 على أن يتم الانتهاء فى 3/7/2019.
وأضاف عبد المعز أنه تم طرح 1440 وحدة لإسكان مصر تم تخصيص نحو 131 وحدة فقط لمن استكملوا أوراقهم كما تم تخصيص نحو 355 قطعة أرض عمارات من إجمالى 831 قطعة تم طرحها كما تم تخصيص90 قطعة أرض فيلات من إجمالى 491 قطعة متوقعا تضاعف الحاجزين بمجرد الانتهاء من طريق الهضبة ومشاهدته على الطبيعة.
المحور الأهم
وأوضح المهندس محمد فوزي النشار رئيس جهاز تعمير وسط وشمال الصعيد أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد الانتهاء من طريق الهضبة بطول 22.60 كيلومتر وينقسم لمرحلتين تصل المرحلة الأولى لنحو 12 كيلو مترا تم تنفيذ نحو 90 % منها والثانية 10.6 تم تقسيمها على شقين الطريق وتم تنفيذ منه 35 % والكوبرى وطوله 1.8 كيلو وتم تنفيذ 80 % منه ونظرا لأن أجزاء كبيرة من الكوبرى عبارة عن كمرات حديدية بأطوال تصل لـ 30م تم تصنيعها بمصانع متخصصة فهذا سيختصر المدة الزمنية لتنفيذ الكوبري.ويبدأ مسار الكوبرى من الطريق الدائرى بالمعلمين خلف مطاحن أسيوط ويشق جانبى الطريق بالمعلمين إلى أن يصل الكيلو 18.5 بالأرض الزراعية ويتقاطع مع خط السكة الحديد وطريق أسيوط الغنايم وصولا للكيلو 17 بالهضبة بجوار مخر السيل بتكلفة 300 مليون جنيه ويتم العمل به على مدى الساعة حتى يتم إنجازه كما سيتم إضاءته بالطاقة الشمسية بالكامل وتم إسناد الإنارة للهيئة العربية للتصنيع، وسيسهم الطريق فى ربط مدينة أسيوط بمدينة ناصر الجديدة بمطار أسيوط بالصحراوى الغربى أسيوط القاهرة وتصل تكلفة الطريق كاملا نحو 932 مليون جنيه منها 50 مليونا قيمة التعويضات لمن تم نزع ملكية الأرض التى وقعت فى طريق الكوبري.
حمادة السعيد
وائل سمير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق