وقال الروائى الدكتور محمد إبراهيم طه، في تقديمه للمجموعة القصصية، إنها قصص مصرية حتى النخاع، قروية جميعها، لا ذكر فيها لمدينة ولا مركز ولا بندر، تبدو كعالم مغلق ومكتمل، حيث تبدأ الحياة منه وتنتهي به، من يخرج عنه فهو غائب، سواء كان في المقابر أو في الغربة، أو في الحبس، ومن يأتي من خارجه فهو غريب، كأنه قادم من كوكب آخر، إنها الخصوصية في المكان والعالم والشخوص والأحداث والموروثات، التي تصنع عالما قصصيا متميزا له شخصية وملامح.
وأضاف طه،
أنه في هذه المجموعة ولع بالأماكن والمفردات الريفية، وغياب فادح للرجال، وكذلك مصطلحات ذات دلالتها كالغربة أو الموت والحرب، والسجن، التي تترك ظلالا حزينة على أرامل وزوجات وأولاد يعشن حياة منتقصة، في ظل حضور ضاغط للفقر والقهر والبؤس، وتحت سيطرة عجائز وطاعنين في السن، يسعون جميعا لضبط هذا العالم حتى لا يختل، بحكمة متوارثة وتقاليد تشكل بدورها نوعا من الضغط والقهر على كل شخوص المجموعة، التي وإن تململت منها حاليا، فإنها لا تلبث أن تكرس لنفس القهر مستقبلا، لتظل المنظومة كما هي بلا أمل في التغيير.
يذكر أن الروائي مصطفي البلكي له العديد من الإصدارات منها رواية "تل الفواخير" صادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، وقصص "الجمل هام للنبي" ورواية "بياع الملاح" عن مركز الحضارة العربية، ورواية "رمسيس الثاني"، ورواية "دير المدينة" ورواية "ساوتي" والثلاث الأخيرة عن دار الهلال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق