الأربعاء، 2 مايو 2012

سوق سوداء لبيع العقاقير المخدرة في أسيوط

جشع الأطباء وأزمات الدواء وانهيار خدمات المستشفيات كلها عوامل تضافرت من اجل إكمال أضلاع مثلث الرعب الذي يحاصر محافظة اسيوط‏,ويتضمن الفقر والجهل والمرض وأصبحت طوابير صرف الدواء في الوحدات الصحية تنافس طوابير أنبوبة البوتاجاز.
 والتغلب علي مشكلة النقص فيها بابتكار عقاقير جديدة مثل استخدام حقن الطلق التي تساعد السيدات علي الولادة بهدف عمل الدماغ! بينما استغل الشباب حالة الانفلات الأمني والرقابي ولجأوا لتعاطي الأدوية المخدرة.
وتبدأ معاناة الاسايطة مع رحلة المرض بدءا من طوابير الحجز لدي كبار الأساتذة بالعيادات والمستشفيات الخاصة حيث وصلت أسعار تعريفة الكشف لدي بعض الأطباء إلي150 جنيها في ظل حالة من الفقر اجتاحت ربوع المحافظة بعد وصول نسبة الفقر إلي61% من الشريحة السكانية, ثم تبدأ رحلة أخري هي رحلة الدواء حيث إن تجار السوق السوداء لا يكترثون لفقر المريض أو حالته المادية, فبعض أصحاب الصيدليات يرفض بيع الأدوية المجدولة بالروشتة, ويفضل بيعها بأضعاف أضعاف ثمنها لمن يطلبها من صاحبي المزاج علي رغم ما يشاع عن وجود أجهزة رقابية علي الصيدليات فكيف يتم بيعها في غفلة من المجتمع, ويحرم منها المرضي الفقراء, وعلي سبيل المثال وصل سعر أمبول النالوفين إلي60 جنيها وسعره الأصلي8 جنيهات, وأمبول الترامال إلي15 جنيها وسعره الأصلي تقريبا3 جنيهات فقط, وهذان الدواءان المسكنان يحتاجهما معظم المرضي بالأورام السرطانية التي انتشرت وبشدة.
وما يثير الدهشة والضحك وربما يصل للبكاء في ذات الوقت أنه بعد رفع أقراص الترامادول إلي الدرجة الأولي في الجدول, وفي محاولة لدخول موسوعة جينيس الأمريكية, والتي يستحقون عليها براءة اختراع, ابتكر بعض شباب أسيوط بديلا جديدا غاية في الغرابة وهو حقن الطلق الخاصة بمساعدة السيدات علي الولادة, حيث يظن هؤلاء أنه يرفع الحالة المزاجية كغيره من الأدوية سالفة الذكر.
وفي ظل ازدهار تجارة السوق السوداء التي ربما لا يستطيع البعض الوصول فيها للدواء المطلوب لجهله بدهاليزها وأسرارها, تدق تجارة المخدرات ـ وخاصة الأفيون طبولها لتعلن عن بداية حرب ضروس يقع ضحيتها بعض مرضي الأورام لتسكين آلامهم الحادة ويوقعهم أحيانا تحت طائلة القانون.
ومن جانبه يكشف د. حلمي صموئيل عضو لجنة الصحة بمجلس الشعب عن أن لجنة الصحة بمجلس الشعب تبحث بموضوعية وعمق شديد أسباب تدني مستوي الرعاية الصحية بأسيوط, وكيفية تلافي هذا القصور وقد لوحظ عدة أمور أهمها أن سوق الدواء تكتظ بعدد كبير من الأدوية المتماثلة التي لها نفس التأثير بلا داع, بينما هناك الكثير من الأدوية الهامة وبعضها بالغ الأهمية تسمي بالأدوية الاستراتيجية التي ممكن أن تكون سببا في إنقاذ حياة مريض في حالة حرجة, أو في غرفة العناية المركزة أو العمليات, والغريب والمثير للدهشة أن هناك من العقاقير ذات الثمن الزهيد للغاية حيث يتراوح سعر الأمبول في بعض الأدوية بضعة جنيهات وغير متوافر ولا يوجد له بديل,ويطالب بتكوين هيئة عليا للدواء في مصر تنتهج سياسة مستقبلية واضحة ومستقرة وتمنع احتكار الشركات, تعقد لجنة الصحة في الأسبوع المقبل عدة لقاءات مع رئيس الإدارة المركزية للدواء لتصحيح الأوضاع وحل المشكلة.
وعلي مدي الأسابيع الماضية شهدت المحافظة عدة تظاهرات للمطالبة بتوفير الأدوية, حيث خرج المئات من المواطنين بقرية نجع عبد الرسول التابعة لمركز أسيوط بمظاهرة ضخمة لانعدام الخدمة بالمجمع الطبي والنقص الحاد في الأدوية واحتجاجا علي عدم وجود الأطباء بالمجمع وارتفاع سعر تذاكر الكشف, وعدم وجود طبيب مقيم.
ومن جانبه قال الدكتور ممدوح وشاحي وكيل وزارة الصحة بأسيوط إنه قام بزيارة المجمع بعد أن منع أهالي القرية الأطباء والعاملين من الدخول, وقاموا بتهديد مسئول الصيدلية بالمجمع بأنه في حالة توريد أي أدوية إلي المجمع سوف يشعلون فيها النيران

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...