الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

ظهور ريا وسكينة في القوصية باسيوط



كانت مدينة القوصية بمحافظة أسيوط مضرب المثل في الأمن والأمان‏.‏ كان الناس يأمنون علي أنفسهم وأولادهم وزوجاتهم خصوصا عندما يذهبون إليها في سوق الخميس
 وهو يوم للتسوق الأسبوعي‏,‏ وفجأة انقلب الأمن ذعرا وتحولت المدينة الهادئة إلي جحيم وامتلأ السوق بعصابات لخطف السيدات والاستيلاء علي مجوهراتهن ثم إلقاء الضحايا بعد يوم أو اثنين أو اسبوع في مدينة بعيدة تماما أو محافظة أخري‏,‏ وأكثر من يدفع الثمن النساء القادمات من القري والنجوع التابعة للمدينة‏,‏ فقد ساد الذعر وزادت حالات الخطف للنساء وكل هذا يحدث تحت سمع وبصر رجال الشرطة‏,‏ ولا أحد يتحرك له ساكن لإغاثة الضحايا وأهاليهم‏.‏ القوصية الآن تعيش أسوأ أيامها بعدما أصبح لكل قرية حكاية عذاب مرتبطة بها من خلال خطف السيدات والفتيات‏.‏
المشهد يشبه حكاية ريا وسكينة‏,‏ ولكن ريا وسكينة القوصية رجال يختفون في زي منقبات ويتم استدراج الضحية بأي سبب وماهي إلا لحظات حتي يتم الإيقاع بها لخطف ذهبها‏.‏ لكن كيف تتم الجريمة‏.‏
ما حدث وقائع كاملة شهدتها قري عنك والحبالصة ومير وعرب الجهمة غير عشرات القري وعشرات الوقائع التي لم يسمع عنها أحد ولم يتم إبلاغ الشرطة نظرا لحساسية الموقف لأنه مرتبط بخطف النساء في الصعيد وهي جرائم تفوق في بشاعتها لدي الصعايدة جرائم القتل‏.‏
ففي قرية عنك التابعة للقوصية جرت واقعة خطف لفتاة لم تبلغ عامها العشرين بعد أن ذهبت إلي القوصية مع إحدي صديقاتها يوم زفافها وكانت الفتاة ز‏.‏ع‏.‏أ في أبهي صورها لاسيما وأنها في مقتبل عمرها ومخطوبة لقريب لها وتتزين بشبكتها للتباهي‏,‏ وفي لحظة شعرت أنها تريد أن تشتري شيئا من السوبر ماركت القريب من الكوافير واستأذنت الحاضرين معها دقائق لكن هذه الدقائق وصلت إلي ساعات ولم تحضر الفتاة‏,‏ فقد اختفت في لمح البصر‏,‏ الكل يجري الكل يبحث تحول الفرح إلي حزن وعاشت القرية كلها لحظات عصيبة‏,‏ وخلال هذه الفترة تلاعب الخاطفون بأهلها وأخذوا يرسلون إليهم برسائل تضليل من كل مكان ويذهبون ولا يجدون ابنتهم‏,‏ وبعد ستة أيام من العذاب لم تر فيها أسرة الفتاة وكل رجال عائلتها النوم وصلتهم مكالمة تليفونية تعالوا خذوا ابنتكم من محافظة المنيا لم يصدقوا أنفسهم ذهبوا ليجدوها علي قيد الحياة بعد أن تم تجريدها من كل مجوهراتها بالكامل‏,‏ وكان الهاجس الأهم متعلقا بالشرف لكن العائلة اطمأنت علي هذا الأمر وتأكدوا من سلامة ابنتهم لكن الخطيب تخلي عن خطيبته‏.‏
وفي قرية الحبالصة التابعة لمدينة الرعب والخطف المسماة بالقوصية كانت هناك كارثة أخري تعرضت لها فتاة في بداية عمرها‏21‏ عاما متزوجة حديثا تدعي ي‏.‏م‏.‏ج ذهبت إلي السوق ومعها خالتها وسائق خاص لشراء بعض المستلزمات يوم الخميس وبعد أن أنهت كل مشترياتها تذكرت أنها نسيت شيئا فاستأذنت الخالة والسائق لشرائه لكنها لم تعد فجن جنون السائق والخالة واتصلا بباقي الأسرة التي خاصم النوم عينها‏24‏ ساعة قبل أي تعود ظهر الخميس والفتاة لا حس لها ولا خبر عنها‏..‏ ضاعت ذهبت اختفت ماتت خطفت لا أحد يعلم أي شيء عنها‏..‏ الأسرة والزوج والأقارب والعائلة والبلد كلها في حالة يرثي لها أشخاص يبحثون في كل مكان الحزن يعتصرهم والألم يزيد من أوجاعهم‏..‏ اتصالات تليفونية علي أمل الوصول لخيط رفيع تليفونها أغلق ولا سبيل في الوصول إليها وبعد التأكد من الاختفاء ذهبوا إلي مركز شرطة القوصية وحرروا محضرا بالواقعة وكان الرد لا نستطيع التحرك قبل‏24‏ ساعة الناس يحترقون والشرطة يدها في ماء بارد رغم أن الكل في القوصية يتحدث عن هذه العصابة‏.‏
لم تنم الأسرة المكلومة في ابنتها الليل حتي شق ضوء الصباح ظلمة الليل الطويل‏,‏ وفي العاشرة صباحا جاء رنين التليفون مفاجأة صارخة الابنة تتحدث علي التليفون الحقوني أنا لا أعرف أين أنا‏,‏ تحدثت معها اختها وأحد أقاربها وعلموا أنها في محافظة بني سويف‏.‏
فطاروا من أسيوط إلي بني سويف يسابقون الريح لانقاذ ابنتهم ووجدوها عند إمام مسجد فبكوا جميعا أمامها حزنا وفرحا في نفس الوقت وتنفس الجميع الصعداء واكتشفوا سرقة ذهبها وقيمته المالية نحو‏70‏ ألف جنيه لكن المهم أنها عادت وبخير محفوظة العرض لتعود الابتسامة إلي الأسرة بعد‏24‏ ساعة دموعا وقهرا ورعبا‏.‏
وسبق هاتين الحادثتين حوادث أخري لفتاتين من قرية عرب الجهمة وجدوهما في بني سويف وأخري من مير وصلوا إليها في سوهاج‏.‏
 

محمد القوصى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...