لم اكن اعرف ان عدالة السماء سوف تنتقم مني بهذه السرعة في صديقي الوحيد الذي كنت اعتبره شقيقي والذي كان يقوم بالانفاق علي في الوقت الذي تخلي فيه عني والدي بعد ان تزوج بغير امي وهجرتني والدتي لتعود الي ابيها بمحافظة اسيوط فكان احمد هو صديقي الوحيد ولكنه كما كان يعطف علي بامواله كان السبب الرئيسي في ادماني المخدرات والتي جعلتنا نلجأ الي السرقة بالاكراه منذ ثورة 25 يناير وعلي الرغم من اننا ارتكبنا عشرات الحوادث الا ان الشرطة لم تستطع ان تتوصل الينا خاصة واننا كنا نغير الاماكن التي نقوم بالسرقة فيها ولكن علي الرغم من كثرة جرائمنا وحصولنا يوميا علي آلاف الجنيهات من عمليات السرقة بالاكراه الا انه في نهاية الليل لا يتبقي معنا الا القليل لاننا كنا ننفقها علي الادمان وقرناء السوء واصابنا الغرور بعد ان ظللنا قرابة العامين نسرق ولا تستطيع الشرطة الوصول الينا وارادت السماء ان تنتقم مني اشد انتقام عندما ذهبت انا وصديقي لنمارس عملنا اليومي بالسطو علي الاهالي بمنطقة العمرانية اثناء عودتهم في اوقات متاخرة من الليل وفجأة ظهر لنا عجوز يحمل حقيبة ويربط عليها فعلمنا ان بها اموالا فقررنا ان تكون غنيمتنا الليلة هذه الحقيبة فقمنا باستيقافه وهددناه بالاسلحة فارتجف العجوز خوفا واعطانا الحقيبة وتركناه وهو يبكي لكنه لم يستطع ان يخرج صوته خوفا من ان نقتله ولكن سرعان ما حضر شابان بعد ان تركناه فاستغاث بهما وحاولا اللحاق بنا اصرا علي ذلك فما كان مني الا ان سبقت صديقي وطلب مني ان اطلق الرصاص عليهم حتي لا يستطيعوا الوصول الينا فقمت باخراج سلاحي ومن هول المفاجأة اطلقت الرصاصة لتستقر في قلب صديقي ليصرخ وينزف الدماء ويقع علي الارض وهو ينادي علي بالا تتركني وهنا لم استطع ان اتركه علي الرغم من انني فكرت في ان انجو بنفسي لكن توسلاته جعلتني اعود واحتضنه محاولا ان اقوم بنقله الي المستشفي مهددا من كان يتعقبانا بالسلاح حتي لا يقتربا منا وبالفعل استجابا وحاولت حمله ولكنه لفظ انفاسه ومات في الحال وبعد ان تأكدت من وفاته قررت الهروب فما الفائدة ان اجلس بجوار الجثة فقد تحضر الشرطة وتلقي القبض علي فظللت ابكي وقمت بايقاف سيارة تحت التهديد وهربت من مكان الحادث واختبأت بشقة صديقي وظللت ابكي علي فراقه حتي الصباح وانا لا اصدق اني قتلته بيدي ولكن سرعان ما توصلت الي عدالة السماء وانتقمت مني بان يكون قتل صديقي علي يدي فانها دعوة المظلومين الذين سرقنا اموالهم من بينهم موظفون لم يكن معهم الا بضعة جنيهات هي قوت ابنائهم ولكن الشيطان زينها لنا ولم نرحم توسلاتهم بأن نترك لهم اموالهم واثناء وجودي بالشقة فوجئت بالعميدين جمعة توفيق رئيس مباحث الغرب ومحمود خليل مفتش المباحث يلقيان القبض على في الوقت الذي امر فيه اللواءان كمال الدالي مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة ومحمود فاروق مدير المباحث الجنائية بتكثيف التواجد الامني بتلك المنطقة لمنع حوادث السطو.
د. محمد شومان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق