لا تزال المشاهد التي تعرضها
وسائل الإعلام عن تكرار مأساة انهيار المساكن القديمة فوق رؤوس قاطنيها
وانتشال الجثث من تحت الأنقاض عالقة في ذاكرته ولا تفارق خياله، الموتُ
ماثلاً أمامهُ في كل مكان، فلا شعور بالأمان في عماره الأوقاف بعد أن أكدت
معظم التقارير الهندسية أن المبنى على وشك الانهيار.
يقول "كمال " أحد سكان العقار
إن تصور فكرة الموت هو من أكثر التصورات رهبة ورعباً، ذلك أن الإنسان لا
يهاب شيئاً هيبته فشبح الموت يطارد سكان تلك عماره رقم "3" التابعة
لعقارات وزارة الأوقاف خوفا من انهياره نتيجة تلف خطوط الصرف الصحي التي
أدت إلى تجمّع مياه المجاري في البدروم وبالتالي ظهور الصدأ فتآكلت بعض
الأعمدة والأساسات وأشار أنه قد سبق عمل ترميمات عام 2000 ولكنها غير
مطابقة للمواصفات.
وأوضح كمال
أنه أرسل خطابا
لرئيس الوحدة المحلية أوضح فيه أن أعمال الصيانة والترميم الخاصة بعماره
رقم "3" بعمارات الأوقاف مسئولية الملاك وعلى الوحدة المحلية أن تقوم
بالتنبيه على اتحاد ملاك العمارة للقيام بأعمال الصيانة والترميمات اللازمة
واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في هذا الشأن حفاظا على أرواح
المواطنين .
وقال د. طلعت عبد الشكور –أستاذ
بكلية الهندسة :تشكلت لجنة هندسية لمعاينة هذه العمارة علي الطبيعة وفحص
الهيكل الخراساني لها وبيان حالة الهيكل الخراساني ومدي تحمله والعيوب
الموجودة وجدوى أعمال الصيانة والترميم وقامت اللجنة بمعاينة ارتفاع دور
ارضي و 4 أدوار علوية.
وأضاف تتكون كل عمارة من مدخلين
يحتوي كل مدخل علي عدد 4 شقق سكنية في كل دور، أي بواقع 20 شقة في كل مدخل
و40 شقة في كل عمارة، وتتكون كل وحدة سكنية من صالة ومطبخ وحمام وثلاث غرف
نوم، مؤكدا أن الهيكل الإنشائي للعمارات من الخرسانة المسلحة والحوائط من
الطوب الأحمر.
وذكر بدر شعيشع –مقاول, أن
عمارة الأوقاف من العمارات الشهيرة بمدينة أسيوط مساحة الأرض المقام عليها
حوالي 1964 متر مربع ملك هيئة الأوقاف و تشغلها هيئات حكومية و24 وحدة
يشغلها السكان واستراحات تابعة لهيئات حكومية ،قامت هيئة الأوقاف بإنشائها
منذ عام 1978 كمشروع استثماري، ولكن البرج مهدد بالانهيار بسبب أن الأرض
المبنى عليها هذه العمارة مكان مصرف مائى قديم مردوم، إضافة إلى وجود الأرض
خلف المبنى ذات منسوب أقل، وتم الردم عليه وبدأ العمل رغم تأكيد المهندس
الاستشارى المشرف على البناء بضرورة عمل شدادات أو إحلال للتربة بطريقة
خاصة.
وأضاف أن التقارير الهندسية
أظهرت أن العمارة تعانى من طفح الصرف الصحي اسفل العقار مما اثر علي
اساساتها ,وحذر التقرير الهندسي للمعاينة والذي صدر في مايو 2010 من وقوع
كارثة انسانية كبري نتيجة تهالك هذه العمارة في الوقت الذي مازال فيه
سكانها مقيمين بحجة ان المحافظة تريد طردهم من أجل هدم منازلهم وبناء أبراج
استثمارية عليها .
وتبين للجنة بعد المعاينة من
الخارج وداخل الوحدات السكنية بالعمارة السكنية سوء حالة درجات السلالم
وظهور حديد التسليح بالاسقف، بالإضافة الي وجود صدأ بحديد التسليح بالسلالم
في معظم المداخل والاسقف والكمرات في كثير من الوحدات السكنية وتآكل شديد
في خرسانة المدخل واختص التقرير المدخل «ب» في العمارة رقم 1 و2 و3 بوجود
تخريم في الأسقف في أكثر من وحدة محددا الشقة رقم «2» عمارة رقم «3» مدخل
«ب»، وتآكل مونة البياض وسقوطها نتيجة تعرضها للبلل والجفاف من مياه
الصرف،و كشف التقرير سقوط الغطاء الخرساني وأجزاء من السقف مما يشكل خطورة
علي السكان.
أرجع التقرير أسباب الأزمة
بالمساكن الي تسرب مياه الصرف الصحي من المدادات ومواسير الصرف الصحي والتي
ساعدت علي عملية صدأ الحديد وتساقط الغطاء الخرساني وتآكل اسياخ حديد
التسليح، مما يؤدي الي سقوط الأسقف بالإضافة لعدم وجود صيانة دورية أدي إلي
تفاقم الأزمة والتي تمثل خطورة علي سكان بعض الوحدات.
وأوضح التقرير أن العمارة تحتاج
الي صيانة فورية يتم قبلها اخلاء السكان ، موضحاً أن تكلفة اعمال الصيانة
والتي تتضمن تكسير بعض الحوائط واعادة بنائها وهدم بعض الاسقف وتزريع حديد
جديد بالكمرات، وعمل ترميم كامل لعدد 40 وحدة وباحتساب تكلفة الترميم
الكامل للوحدة ب30 ألف جنيه وبذلك تكون التكلفة الاجمالية تقدر بثلاث
ملايين و200ألف جنيه، كما أن أعمال الترميم لن تزيد عمر المنشأة إلا فترة
من 5 إلي 6 سنوات نظرا لصعوبة ترميم أساسات العقار.
وأشار على زين –مهندس ترميمات ,
ان تقرير المكتب الإنشائي الاستشاري للتصميمات والاستشارات الهندسية عن
بدروم عمارة برج الأوقاف بناءً على طلب رئيس مجلس إدارة اتحاد الملاك أشار
الى وجود صدأ بأسياخ التسليح في مناطق الرشح ببلاطات السقف وكمراته وفي
الأعمدة بالبدروم بالجهة القبلية ،وتحويل بياض الحوائط إلى عجينة من
الجبس,كما أشار التقرير عن حالة بلاطات السقف وكمراته والأعمدة والحوائط
التي لم تتعرض لمياه الرشح أن أسطح هذه العناصر السابقة قد تأثرت بالجو
الرطب من بخار الماء داخل البدروم وبسبب عدم وجود تهوية مناسبة مع استخدام
الجبس في مونه بياض هذه العناصر مما ساعد على تآكل الأسطح الخراسانية وتآكل
أسطح أسياخ التسليح عند وصول "المونة" إليها.
اسراء حامد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق