الرئيس رجل شريف بكل تأكيد وهو لم يمض من الوقت ما يسمح له بإنجاز شىء يتم انتقاده عليه.. لذلك ينشغل المعارضون بسلوكه الشخصى أو بخطبه الطويلة نسبيّا أو بالحراسة التى تصاحبه فى المساجد التى يصلى فيها الجمعة.. رغم أن ذلك من طبائع الأمور..
أنا
من الذين يميلون لحفظ مقام الرئيس لأنه فى النهاية رئيس لمصر ولأننى أؤمن أيضا أن التجاوز الشخصى.. أو الوقاحة فى الكتابة ليست من موجبات اعتماد الكاتب ككاتب وطنى أو شجاع أو معارض.. مع ذلك لا أمنع نفسى من تسجيل ملاحظات على خطاب الرئيس فى أسيوط.. حيث أرغى وأزبد.. وهدد وتوعد وتحدث كثيرا لكنه لم يقل شىئًا فى النهاية..
ويمكن وصف خطاب الرئيس فى أسيوط بأن أعلاه ليس مثمرًا وأسفله ليس مثمرًا.. وأنه يعلى عليه ولا يعلو على أحد..
مشكلة الرئيس الحقيقية ليست فى كفاءته، ولا نزاهته، ولا حسن نيته.. لكن مشكلة الرجل بكل أدب أنه «محدث سلطة»، معارض سياسى وسجين سابق عانى هو وزملاؤه من المتابعة الأمنية.. وتسجيل المكالمات لذلك لم يصدق أنه رئيس تأتيه تقارير يومية من أربع جهات أمنية على الأقل تحتوى على معلومات وتفريغات مكالمات..
يتحين الرئيس الفرصة ليتحدث عن وجود تسجيلات «لأعداء الوطن»، وأعداء الثورة.. وأعداء مصر!، وهى كلها توصيفات مبهمة.. لأشخاص مجهولين.. ينسب الرئيس إليهم أفعالًا غير محددة ثم يهددهم، قائلا: «بلغ السيل الزبى».
قبل الرئيس مرسى فعلها مستشاره عصام العريان وتحدث عن تسجيل مكالمات الرئاسة وقدم نفسه لقمة سائغة للنائب العام.. الرئيس مرسى وقع فى الخطأ نفسه وتحدث عن تسجيلات للذين كانوا يتباكون على «المجرم السابق» ثم أصبحوا يتمسحون فى الثورة..
شخصيّا لم أتابك على «المجرم السابق» ولولا الثورة لما كنت أكتب كلامى هذا.. لكن ما قاله الرئيس لم يعجبنى.. كلام مبهم وعائم وجريمة خائبة.. والموضوع كله يبدو أصغر من مقام رئيس جمهورية!
الرئيس يتحدث عن تسجيلات غير قانونية ولا يليق به هذا.. وليس هناك إلا أحد احتمالين، إما أن التسجيلات قانونية تثبت جرائم محددة، وعلى الرئيس فى هذه الحالة أن يقدم أصحابها لـ«النائب العام»!، أو أنها تسجيلات غير شرعية تدين بعض الأشخاص الذين يريد حرقهم سياسيا وعليه فى هذه الحالة أن يسربها لنجله «عمر» أو لأى ناشط إخوانى فى سن الـ16 ليضعها على «فيس بوك» وكفى الله المؤمنين شر القتال..
أما كل هذه الحراسة والأضواء والكهرباء.. والشهيق والزفير ليقول الرئيس ما قاله فاسمح لى.. هذه سذاجة مفرطة لن تقود الجميع لأى شىء مفيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق