نتابع جميعا الأحداث الجارية من مظاهرات وأعمال عنف من جميع الأطراف بدءًا المتظاهرين المعارضين للأوضاع الحالية السياسية منها والاقتصادية، ومرورًا بالأولتراس وانتهاءً بجماعات البلاك بلوك، ورأينا جميعا كيف تتعامل الشرطة والحكومة مع هذه الأحداث.
فشاهدنا جميعا أحداث قتل وعنف سافر من جميع الأطراف وكل هذا يحدث امام اعين الجميع ونراه فى التليفزيون ونقرأه فى الجرائد، فما هو موقف أطفالنا الذين اعتادت أعينهم على لون الدم؟، وكيف تتعامل الأُسر مع هذه الأحداث وكيف تواجهها؟؟.
تقول أم عصام "أشعر بالخوف الشديد مما اسمعه من اولادى وما اراه من أحداث على التليفزيون، وان هذا يثير تساؤلات كثيرة داخل ابنى الأصغر -15 سنة- فهو دائم السؤال عن اسباب الأحداث ويتابعها بنفسه من خلال صفحته على الفيس بوك، وانه لا يخاف من هذه المشاهد بل يشعر بالحماس الشديد تجاهها".
"أم آلاء" لديها ثلاثة أبناء أكبرهم فى الثانوية تقول: "سمعت عن عدة حالات اختطاف فأصبحت أشعر بالخوف وانا بالمنزل وأحرص على عدم خروج ابنائى كثيرا إلا للدروس المدرسية، وأظل اتابعهم لحظة بلحظة من خلال التليفون".
أما ابنتها آلاء الطالبة فى الصف الأول الإعدادي فتقول: "أصبحت لا اخرج من المنزل إلا بصحبه شقيقي احمد فأخبار الاغتصاب يوميا أصابني بالرعب".
وتقول "ام حسين":" أشعر بالرعب بمجرد خروج ابنى من المنزل فأخشى ان يذهب إلى التحرير كما فعل فى احداث ثورة 25 يناير 2011، والمنزل هنا تحول لساحة خلاف بين ولدى الاثنين الأكبر حول الأحداث فأحدهم مؤيد لمرسى وسياسته والآخر معارض بشده ويري احفادى هذا الخلاف فيتسألون كثيراً عن سببه؟؟".
وخلال أحداث قطار أسيوط تقول "أم إسلام" ولديها اربعة اطفال اكبرهم فى المرحلة الإعدادية "شعرت بالذعر لهذا الحادث المؤلم وتخيلت لو أن احد ابنائى لا قدر الله كان فى هذا الأتوبيس ففجعت لهم، وظللت اسابيع خائفة عليهم عند ذهابهم للمدرسة"، وتضيف "انه بعد قرار صرف اربعة آلاف جنيها لكل طفل متوفِ سألت ابنتها بسمة -13 سنة- اباها مستغربة" يعنى يا بابا لما حد يموت الرئيس حيديلو 4 آلاف جنيه؟!".
يؤكد الدكتور "محمد خطاب" – مدرس علم نفس بجامعة عين شمس- ان العنف فى المجتمع انتشر بصورة كبيرة جدًا، وكل ذلك له تأثيرًا سيئًا جدًا على الأطفال الذين يشاهدون هذا العنف كل يوم من خلال وسائل الإعلام المختلفة خاصة التليفزيون ومايعرضه من مشاهد التظاهر والعنف الحادث فيها خاصة لمجموعات الأولتراس والبلاك بلوك وتأثير ذلك على الأطفال قويا جدا حيث يتخذونهم كقدوة لهم ويقلدونهم، ويرسخ داخلهم شعورا بأن العنف فى الأفعال والحوار شيئا طبيعيا مما ينزع منهم براءتهم وطفولتهم، وينتقل العنف من المنزل والتليفزيون إلى المدرسة حيث عنف بين الطلاب وزملاءهم وبين الطلاب ومدرسيهم.
وينصح الدكتور محمد خطاب بضرورة استخدام الحوار فى فض الخلاف بين الآباء وبين الآباء وأولادهم، وأن يستمعوا لهم بشكل كبير وكافى، كما يشير إلى ضرورة عودة الحوار فى برامج التوك شو والابتعاد عن الحوار العنيف والألفاظ النابية.
كما أكد على عدم منع الأطفال من متابعة الأحداث الجارية ولكن عليهم توضيح اسبابها ومدى سوءها والنتائج المترتبة عنها.
مها خالد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق