الثلاثاء، 23 يوليو 2013

"بنى مر".. مسقط رأس الزعيم تعانى مرارة نقص الخدمات


على بعد أكثر من مائتى كيلو من القاهرة تقع قرية "بنى مر" بمحافظة أسيوط مسقط رأس الزعيم عبد الناصر، تشترك مع غيرها من أغلب قرى الصعيد بالبساطة والهدوء، وكأى قرية صعيدية بعيدة عن قلب الدولة واهتمامها ومشروعات التنمية التى يجب أن تحظى بها مثل العاصمة والمحافظات الرئيسية، قرية تعانى من التهميش والفقر ونقص الخدمات.

رصدت "البديل" مشكلات القرية من أهالها، ورأيهم فى الإهمال التى تعانى منه القرية:

يقول إيهاب طه، موظف، إن قرية "بنى مر" تعانى مثلها مثل قرى الصعيد عامة، من إهمال وتهميش، فالتنمية لا نسمع عنها فى الصعيد إلا عبر خطابات الرؤساء من خطط خمسية، ولكن دون تنفيذ ذلك على أرض الواقع، فبنى مر تعانى من الصرف الصحى، الذى تم توصيله ولكن دون تشغيله حتى الآن، متسائلا كيف لمشروع انفقت عليه الدولة ملايين، يترك هكذا دون متابعة او تقييم او اتخاذ إجراءات للاستفادة منه.

أضاف "إيهاب" أن الأهالى يعتمدون على الآبار هنا، وهى خطر لأنها فى حال اكتمالها بالصرف، قد تطفح وهذا ما يسبب مشكلات كثيرة، والاعتماد على الطرنشات التى تأتى لسحب هذه الصرف ومن ثم، يتكلف المواطن عبء مالى جديد.

وتساءل سيد على، مزارع، كيف تهمل الدولة قرية تمثل مسقط الزعيم عبد الناصر، الذى حقق العدالة الاجتماعية للملايين من المصريين، وخلص مصر من الاستعمار والاستعباد الملكى للمصريين؟ مضيفا: عبد الناصر الذى اهتم بالفقراء، تعمد الرؤساء من بعده لحقدهم منه ومن نجاحاته إهمال قريته وكأنهم ينتقموا من أهله، على العكس مافعلوه فى محافظاتهم، فوجدنا الرئيس السادات يطور قريته ميت أبو الكوم، ومبارك الذى حول المنوفية إلى عروس الوجه البحرى، وزود القرية بالخدمات من مياه شرب صحية وصرف صحى.

بينما قال جمال عبد الناصر، أحد أحفاد الزعيم،
إن قرية "بنى مر" يعانى شبابها من البطالة والفقر، فلا توجد وظائف للتعيين، حتى أصحاب المؤهلات العليا لا يجدون فرصة عمل ملائمة لما حصلوا عليه من تعليم، ويضطر هؤلاء الشباب اللجوء إلى أعمال حرة، من افتتاح مشروعات صغيرة كالسنترلات، والعمل كسائقين، وفتح محلات بقالة وغيرها من المهن الحرة.

وأضاف "عبد الناصر" أن القرية تفتقر إلى خدمات كمراكز الشباب التى يقع عليها دور كبير فى احتواء هذه الأعداد الكبيرة من العاطلين، فبدلا من اللجوء للمقاهى وتضييع الوقت، يستطيع مركز الشباب بأنشطته التعليمية والتثقيفية والدينية احتوائهم، وامتصاص أى طاقات سلبية يمكن أن تتكون لديهم من الفراغ والبطالة، مؤكدا على أهمية أن تغزو الدولة الصعيد بعد 30 يونيو وتبنى مشروعات توفر أكبر قدر من فرص العمل.

ويرى الحاج أبو ضيف مجاهد، مزارع، أن مصر أنجبت رئيسا واحدا فقط هو عبد الناصر، فهو الوحيد الذى خرج من رحم هذا الشعب الفقير، فشعر بمشكلاته وهمومه، وكانت أولى خطواته بعد اندلاع ثورة يوليو هو توزيع الخمس فدادين على الفقراء والمعدمين، مشيرا ان عائلته استفادت من الإصلاح الزراعى الذى نفذه عبد الناصر، وعن طريق هذه الفدادين تربوا وتعلموا، والتحقوا بالمدارس والجامعات.

وأضاف أنه فخور أن قريته تعانى من المشكلات مثلها مثل باقى قرى الصعيد، لأنه كان زعيم عادل، لم يرد تمييزها عن الأخريات، فهو لم يكن من هؤلاء المسئولين، الذين يهتموا بأهلهم وعشيرتهم مثل الرئيس المعزول محمد مرسى، بل كان رئيسا يرى المصريون جميعا سواء لهم نفس الحقوق ولا تمييز بينهم، وحتى بعد وفاته وبرغم تعمد المسئولين والحكام اللى بعده بتحطيم صورة الزعيم، إلا أننا فخورين بالعزة والكرامة التى تركهم عبد الناصر لقرية "بنى مر".

ويقول سعد عبد المجيد، مدرس: القرية تعانى من نقص فى الخدمات الصحية، فالوحدات الصحية بحاجة إلى تزويدها باخصائيين، وادوية حتى تكون على المستوى المطلوب، وهى مشكلة مشتركة مع غيرها من القرى، فبدلا من أن يتحمل المواطن الانتقال إلى مستشفى أسيوط العام ويقطع عدد من الكيلومترات، فعلى الوحدة الصحية أن تكون مجهزة حتى ولو بالاسعافات الاولية التى يمكن ان تنقذ المريض.

واستطرد: حتى مستشفى أسيوط الجامعى والتى تتحمل عبء كبير فى تقديم خدمات طبية لكل محافظات وجه قبلى بدلا من السفر الى القاهرة، الا انها ايضا تعانى من نقص فى الامكانيات والادوية والاجهزة والمستلزمات الطبية، فضلا عن احتياجها الى كبار الاطباء فى مختلف التخصصات وبالتحديد المخ والاعصاب وامراض الكبد والجهاز الهضمى.

بينما يستنكر فتحى عرفة، موظف، الاهمال التى تعانى منه قرية "بنى مر"، بدلا من الاهتمام بها وتحويلها إلى مزار سياحى تقام فيه الاحتفالات الخاصة بثورة يوليو، ويؤسس فيها متحف يضم مقتنيات خاصة بالزعيم الراحل، ويتحول إلى صالون ثقافى تعقد فيه الندوات والاجتماعات والمناقشات التاريخية والسياسية، وهو ما يساعد فى رفع الوعى الثقاقى والسياسى والجماهيرى للمواطنين، فضلا انه سيصبح مزارا يدعم السياحة ويجذب الزائرين من رحلات مدرسة وجامعية لكى يتعرفوا على جزء مهم من تاريخهم ومسقط رأس الزعيم عبد الناصر، وهو ما يعود بالنفع على الدولة وعلى القرية والمحافظة بشكل اساسى.

واتفق معه حماد عبد الظاهر، محاسب، مشيرا لو نحن فى دولة تحافظ على تراثها وتحترمه، لقامت بمسئوليتها الحقيقة تجاه المنزل الاثرى الذى زارة عبد الناصر هو والضباط الاحرار ، بدلا من تركها له مهدما وايلا للسقوط، فعلى الدولة ان تقوم بترميمه واصلاحه وتحويله إلى مزار سياحى، وتضع فيه بعض من مقتنيات عبد الناصر، وصور له وكتب تتحدث عن ثورة يوليو وانجازتها، ونحن نطالب الدولة فى ذكرى ثورة يوليو ان تستلم المنزل من الاسرة وتقوم بترميم المنزل واحياء ذكرى عبد الناصر سنويا من خلاله، بدل اقتصار الاحتفال على العاصمة القاهرة فقط فى الضريح، فلماذا لا يأتى المسئولون إلى مسقط رأس عبد الناصر وقريته.


حسن عبد البر
هاجر عثمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...