**الدكتور جمال فهمي: البحث يساعد في كشف النقود المزورة وتكلفة تنفيذه من 30 إلى 50 ألف جنيه
المعتاد في مصر، أن معظم الكفاءات العلمية لا تستقر في أرض الوطن، إما بسبب عدم شعورهم بالتقدير في بلادهم، أو سعيهم للبحث عن منصب متميز أو فرصة تمويل، كلٌ حسب مجاله، وهو ما لم ينطبق على الدكتور جمال الدين فهمي، الأستاذ المساعد بكلية الهندسة جامعة أسيوط، والحاصل على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الهندسية، عن بحثه في مجال معالجة الصور المشوشة وفرز الصور الزائفة عن الأصلية، بما يسهم في الكشف عن النقود المزورة.
سعينا للقاء أستاذ الهندسة لكنه كان مسافرًا إلى السعودية، في ’’مهمة قصيرة ومحددة في إحدى الجامعات‘‘ ولأداء الفريضة الدينية كما قال لنا والده، الدكتور فهمي ممدوح إبراهيم، عضو هيئة التدريس بكلية الهندسة قسم الكهرباء، وهو نفس الكلية والقسم اللذين تخرج منهما نجله، وهو حاصل أيضًا على جائزتين في نفس التخصص من قبل.
وفي حوار إليكتروني مع الفائز بجائزة الدولة التشجيعية، قال فهمي إن أبحاثه المنشورة في عدة مجلات علمية عالمية، وعمله لمدة 3 سنوات بألمانيا، تمثل أهم عوامل فوزه بالجائزة، وهي جائزة تعطى لمن هم دون الأربعين عامًا، ممن لهم إسهامات بحثية في كبرى المجلات العلمية العالمية المتخصصة، والمُحكمة من قبل محكمين معتمدين، ويشترط فيها أن يكون المتقدم مصري الجنسية، وأن تكون الأبحاث غير مستخدمة في مسابقة أخرى أو حصدت أي جوائز، أو قُدمت للحصول على درجة علمية، ومقدار الجائزة 50 ألف جنيه مصري.
فكرة البحث، كما يشرحها فهمي، هي
استخدام الدوال الموجية والمتدرجة الرياضية لضغط وإزالة الشوشرة من الصور والإشارات، موضحا أن للبحث جانب تطبيقي، بتطبيق هذه الدوال في الدوائر الكهربية المبرمجة FPGA، وأوضح أن باستطاعة أي مهندس أو فني أن يقوم بتطبيق هذا الجانب باستخدام كروت إليكترونية مبرمجة قليلة التكلفة، مضيفًا أنه يمكن تنفيذ الجهاز بالكامل بتكلفة 30 إلى 50 ألف جنيه.
استغرق البحث، وفقًا لصاحبه، سبع سنوات من العمل، حيث بدأه عام 2006، وتقدم لهذه المسابقة عامي 2009 و2010، لكن لم يحالفه الحظ، أما الجائزة الأخيرة فهي عن الأبحاث المنشورة أعوام 2010 و2011 و2012.
وبالحديث عن إمكانية تطبيق البحث، قال الدكتور جمال إن لديه بعض العروض من وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر لتنفيذ المشروع، وإنه يقوم بدراستها حاليًا.
واستطرد، في حديثه عن الجائزة، قائلًا ’’كان لدي إحساس قوي بالفوز، لا سيما أن أبحاثي المنشورة هي ثمرة عمل فترة ما بعد الدكتوراه، والعمل بأمريكا لمدة سبع سنوات، ولقد حصلت مسبقًا على العديد من المنح للمشاريع البحثية، من ألمانيا عام 2011، وزارة الإتصالات عام 2010، هيئة تكنولوجيا المعلومات عام 2009، ومفوضية الإتحاد الأوروبى 2008.
لم يواجه أستاذ الهندسة الأسيوطي عقبات مالية كما هو معتاد مع معظم الباحثين، فهو حاصل على منحتين لدعم البحث، واحدة من أكاديمية البحث العلمي، والأخرى من الإتحاد الأوروبي، لافتا إلى أن العقبات التي واجهته هي التطبيق العملي الذي استمر لمدة خمس سنوات.
وقال الدكتور جمال ’’واجهت في البحث صعوبة حضور المؤتمرات العالمية في مجال تخصصي، معالجة الصور، بالإضافة لإنشغالي معظم الوقت بالتدريس بالجامعة وعدم التفرغ للبحث‘‘.
وعن دور الدولة في إفراز العلماء والباحثين، قال: مطلوب من الدولة تجهيز معامل في الجامعات المصرية بالحاسبات والكروت المبرمجة والذكية، كما هو مطلوب من الباحثين إيجاد الوقت الكافي للدراسة والبحث، وعدم التوقف أمام أى معوقات. ولفت إلى أن معظم الشباب المصري من الباحثين والمتفوقين لا يريدون السفر للخارج، وإنما يريدون خدمة بلدهم، لكنهم يتمنون الحصول على فرصة عمل جيدة بمصر.
واعتبر الدكتور جمال، إصراره على حضور أحدث المؤتمرات ومطالعة جديد المجلات العلمية، بالإضافة لحافز الجائزة، السبب الرئيسى في جودة أبحاثه التي مكنته من الحصول على الجائزة، وأشار إلى إسهامه في تنظيم كبرى المؤتمرات العالمية في هذا التخصص عام 2009 بمصر.
رشا حمادة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق