الأحد، 17 نوفمبر 2013

عام على حادث قطار الموت بأسيوط.. والحزن لا يموت


http://media.elwatannews.com/News/Medium/170024_660_4547944_opt.jpg
                     ’’ دعاء الناجية من الحادث ’’ 

فى مثل هذا اليوم من العام الماضى، وفى لحظة غادرة، استيقظت مصر على واحدة من أشد الحوادث الإنسانية ألما، عندما اغتالت أيادى الإهمال الآثمة أرواح 52 طفلا، يوم أن صدم قطار طائش حافلة تقل 52 طفلا من تلاميذ معهد النور الأزهرى بمحافظة أسيوط، فتحولوا إلى أشلاء وخلفوا مواكب للحزن لم تنطفئ نيرانها فى قلوب الآباء والأمهات، الذين فقدوا فلذات أكبادهم فى هذه المأساة.

عام مضى، لكن القلوب المنكوبة، التى استوطنها الحزن، لا تزال تتجرع كؤوسا من ألم الفراق على زهور لم تكد تستقبل الحياة حتى احتضنها الموت الغاشم، فى هستيريا حمقاء.. مذبحة بحر البقر، إعصار ساندى فى أمريكا، وغيرهما من التشبيهات، أضفاها الكثيرون يومئذ على هذا الحادث لبشاعته المفرطة وغبائه المتدفق؛ إذ لم تأخذه شفقة ولا رحمة، عندما راح يغتال ضحاياه الصغار ويحولهم إلى أشلاء.
دعاء «الناجية الوحيدة»

هنا فى قلب قرية «المندرة»، بأسيوط، أو كما أطلقوا عليها عقب الحادث «قرية الشهداء»، تجولت «الوطن» بين شوارع القرية ودروبها؛ حيث يرفع الحزن ألويته فوق منازل الضحايا، وكأن الحادث وقع لتوه قبيل ساعات، واستمعت «الوطن» لأهالى الضحايا الذين سقطوا من ذاكرة الدولة والمتاجرين بفعل الخير أمام كاميرات الفضائيات.

والد الأطفال الثلاثة الذين استشهدوا معا «محمد وأحمد وهاشم»، اتخذ الحزن من وجهه موطنا آمنا له، ورغم حالة التعاطف التى أبداها الكثيرون معه يوم الحادث، فإن أحدا لم يقدم له يد العون، كما تخلت عنه الدولة، وتركه كل من حاول استغلال الحادث سياسيا، يقول الأب المكلوم لـ«الوطن»: «الحمد لله على كل حال، أنا مش عاوز حاجة من حد، كان نفسى الوعود اللى اتقالت لنا كانت اتنفذت، ولكن كلها تحولت إلى سراب؛ فالمزلقان كما هو، ومن الممكن أن يتكرر الحادث مرة أخرى، أنا نفسى اللى شوفته ما حدش غيرى يشوفه»، ثم استغرق فى نوبة بكاء، أما والدة الشهيد محمد جمال شحاتة، فقالت لـ«الوطن»: «لم أنسَ ولدى يوما، وكلما أمر على المزلقان تدمع عيناى وأردد: حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن تسبب فى قتل أولادنا ومن أفرج عن المتهمين». ويقول جمال شحاتة، والد الشهيد محمد: «يوميا ننظر أنا وزوجتى إلى صورة محمد، ربنا يرحمه، ونبكى كلما تذكرنا منظر الأشلاء وعذابه عند موته»، أما والد الشهيد عمر محمد رشاد فقال: «وقت وقوع الحادث تلقينا وعودا كثيرة لم ينفذ منها شىء.. حتى شيخ الأزهر لم يفِ بوعده بإنشاء معهد أزهرى بالقرية».

    أم محمد جمال: لم أنس ولدى يوماً.. ومدير معهد النور: كل الوعود تبخرت فى الهواء

أما الطفلة دعاء جمال شحاتة، 7 أعوام، التى نجت من الموت الذى اغتال شقيقها، فما زالت تتذكر آخر كلمات قالتها المُدرسة قبيل الحادث؛ حيث قالت الصغيرة: «إحنا كنا فى الأتوبيس والأبلة آيات قالت لنا اتشاهدوا يا ولاد إحنا هنموت، وبعديها ما حسيتش بحاجة إلا وأنا فى المستشفى»، وتضيف: «أخويا محمد كان قاعد ورايا، وحاول يمسك فىّ، ولكن أنا عايشة وهو مات وراح الجنة».

عامل المزلقان، الذى تنهال عليه مع كل حادث قطار الاتهامات وحده دون غيره، كما هو لم يتطور؛ فما زالت البوابة اليدوية هى أداته فى مزاولة عمله، فلا يوجد جهاز إنذار، وما زال يتلقى الإشارات بالتليفون الأرضى الذى كثيرا ما يتعطل، ما يؤكد أن كل الوعود والإجراءات التى قيل يوم الحادث إنه سوف يتم اتخاذها ذهبت مع الريح.. ما زال عامل المزلقان يعمل 12 ساعة متواصلة، ويتحمل أخطاء هيئة بأكملها.

    عامل المزلقان: الأهالى يعتبروننى نذير شؤم.. و«احنا غلابة»

يقول حمادة فوزى، عامل مزلقان المندرة، لـ«الوطن»: «أهالى القرية لا يطيقوننى، وكأن بينى وبينهم عداوة، رغم أننى لم أكن أعمل هنا فترة وقوع الحادث، ولكن يبدو أنهم اعتبرونى رمزا للموت ونذير شؤم». ومن داخل معهد النور الأزهرى، قال الشيخ محمد عبدالعزيز، مدير المعهد، لـ«الوطن»: إن الحادث الأليم تم استغلاله سياسياً، وكل الوعود التى قطعها المسئولون فى الدولة مثل تطوير المزلقان وإنشاء معهد أزهرى تبخرت فى الهواء، كما أن رجال الأعمال والمشاهير الذين كانوا يذرفون الدموع أمام كاميرات التصوير لم يقدموا شيئا لأسر الضحايا.


سعاد أحمد
محمود مالك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...