هو أحد أهم المدربين في الفترة الأخيرة، ليس لكونه صاحب بصمات ونتائج مميزة مع جميع الأندية التى تولى تدريبها، خصوصا في قطاع الصعيد وتحديدا بأندية أسيوط، التى خاض معها معارك في دوري الأضواء والشهرة فحسب، إنما لكونه من المدربين القلائل، الذين يعملون بشكل علمي وأكاديمى، لذا لم يجد مسئولو اتحاد الكرة أفضل من الدكتور جمال محمد على، المدير الفنى لمنتخب الناشئين، ليسندوا له مهمة تأسيس أجيال جديدة لمستقبل الكرة المصرية، حيث يتولى تدريب منتخب الناشئين تحت 16 سنة، ويستعد لخوض تصفيات مسابقة أمم أفريقيا، ترى ما هى أهدافه؟ وماذا عن الصعيد ومواهبه الكروية؟ اسئلة كثيرة وجهناها إلى الدكتور جمال محمد على، فى حواره مع “المندرة”.
**فى البداية حدثنا عن استعداداتك مع منتخب الناشئين تحت 16 عاما قبل التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس الأمم 2017، خاصة أن القرعة حددت انطلاق التصفيات في مارس المقبل؟
الجهاز الفني وضع خطة لعمل مسح شامل في جميع الأندية، للبحث عن أفضل العناصر التي تستحق تمثيل الفريق الوطني للناشئين، وشهدت الخطة صعوبات شديدة التعقيد، تمثلت في عدم وجود أرضية قوية من اللاعبين، نظرًا لكون هذا الجيل حديث العهد، ولا يوجد في مثل هذه المرحلة العمرية، عدد ضخم يسهل من عملية الإختيار والفرز، فضلا عن توقف المسابقات، لذا قمنا بجولات لجميع الأندية وبدأنا بالتي تمتلك فرق في هذة المرحلة السنية، لمشاهدة التدريبات والمباريات الودية، وشملت الزيارات أندية الأهلي، والزمالك، وإنبي، والمقاولون العرب، والترسانة، والداخلية، بعدها تم تنظيم دورة ودية بالإسكندرية، بين أندية الإتحاد السكندري، وحرس الحدود، والأوليمبي، وسموحة، ثم تنظيم مباريات بين دمياط والإسماعيلية، وبين منتخب القاهرة والفيوم، ومنتخب الجيزة مع بني سويف، ثم دورة بين أسوان والأقصر وقنا والبحر الأحمر، ودورة أخرى بين المنيا وأسيوط وسوهاج والوادي الجديد، ثم بين القاهرة والقليوبية والمنصورة، مع منتخب من الدقهلية ودورة بين كفر الشيخ والبحيرة والغربية.
**هل تم الإستقرار على القوام الأساسي للفريق؟ أم أن هناك بابًا مفتوحًا لضمّ عناصر أخرى؟
من خلال المتابعة، أُختير 80 لاعبًا، تم توزيعهم على ثلاث مستويات، كما تم تنظيم معسكر لمدة ستة أيام، لعدد 48 لاعبًا، تم تصفيتهم إلي 25، من بعده بدأ معسكر آخر لمدة خمسة أيام، ضم 25 لاعبًا، ومعهم 30 لاعبًا من المستوى الثاني، ليتم الإنتهاء إلى 26 لاعبًا أصبحوا القوام الأساسي للفريق، وهؤلاء لعبوا مباراتين فازوا في كل منهما 6/صفر، على منتخب القاهرة، ثم الأسيوطي، وهو ما يعد مؤشرًا قويًا وإيجابيًا في أولى مراحل الاستعداد.
**هل هناك مباريات ودية فى المرحلة القادمة؟
تم الإتصال بمدربي الكويت، والعراق، والأردن، والسعودية، لعمل مباريات ودية مع منتخباتهم، قبل المرحلة الأخيرة التي ستشهد متابعة المصريين فى الخارج لاستدعائهم قريبًا، منهم 8 لاعبين في الدوريات الأوروبية، وهم طارق العطار، حارس مرمي (يوفينتوس الايطالي)، وأمير محروس، ظهير ،يسر (جنوة الإيطالي)، وعمر ياسين، وسط مدافع (باريس سان جيرمان)، وعلاء إسماعيل، صانع ألعاب (بافيا الإيطالي)، وفادي سالم، مهاجم (نورشيلاند الدنماركي)، ومحمد بسيوني، مهاجم (أوسترا فينا النمساوي)، وسمير السنهوري، مدافع (فيتيسية دلفت الهولندي)، وصبري عبد المقصود، مدافع أيمن (أس سجورو ميلانو الإيطالي).
**كيف ترى قطاع الناشئين والشباب في الكرة المصرية حاليا؟
المواهب الناشئة كثيرة جدا، ومُبشرة بالخير، لكن للأسف، لا تحظى بالإهتمام المناسب من معظم الأندية، سواء في كمّ أو كيف التدريبات، خصوصا الحديثة، في عالم الساحرة المستديرة، باستثناء الأهلي ووادي دجلة والمقاولون العرب، نظرا لشهرتهم في قطاع الناشئين، ومتابعتهم الجيدة لمثل هذه الأعمار الصغيرة، ولا يخفى على أحد أن عالم التدريب في كرة القدم يتطور كل يوم عن الآخر.
**ما شكل علاقة العمل بينك وبين أفراد جهازك المعاون؟
الجهاز المعاون على درجة كفاءة عالية جدا، والإنسجام والتعاون على أعلى مستوى، كما نعمل بروح الفريق الواحد، ولا يهمنا إلا مصلحة مصر ومنتخبها، فالعلاقة بيننا قائمة على أساس الاحترام والشورى وتبادل الخبرات والآراء.
**ماذا عن دعم ومساندة اتحاد الكرة؟ وإلى أى مدى يتم الإستجابة لطلباتك؟
مجلس الإدارة لم يتأخر عن أي طلب للجهاز الفني، فقد وافق على تنظيم معسكرين لتجميع اللاعبين واختبارهم، وذلك بمشروع الهدف بـ 6 أكتوبر، ووفر للاعبين كل متطلباتهم خلال المعسكر، وقام بزيارة المعسكر، الأستاذ جمال علام، رئيس الإتحاد، والأعضاء سيف زاهر، وإيهاب لهيطة، وعصام عبد الفتاح، وحمادة المصري، فضلا عن متابعة الكابتن حسن فريد، ومجدي المتناوي، ومحمود الشامي، وسحر الهواري.
**ما أبرز المشكلات التي تواجهك كمدير فني في الوقت الراهن؟
توقف النشاط هو أكبر المشاكل، وأدى ذلك إلى إضعاف مستوي اللياقة البدنية للاعبين، فضلا عن تراجع مستوى الأداء الفني الذي لا ينتج إلا عن طريق المباريات الرسمية فقط، التي تصنع نوعًا خاصًا من المنافسة، تساعد على إبراز المواهب والقدرات داخل اللاعبين من ناحية، وخلق قاعدة أوسع وأشمل من حيث العدد من ناحية أخرى.
**ما أهم طموحاتك وأهدافك مع هذا الجيل؟
لدى أربعة أهداف قمت بتقسيمها على أربع مراحل، الأولى، اجتياز المرحلة التمهيدية والوصول إلى نهائيات البطولة الإفريقية، أما الثانية، فهي الحصول على البطولة الإفريقية، والثالثة هي الوصول إلى كأس العالم، والرابعة والأخيرة، الحصول على ميدالية في بطولة كأس العالم.
**اقتصر تعامل من سبقوك مع أندية القاهرة الكبرى فقط.. فماذا عنك؟
المنتخب يضم لاعبين من سموحة، والإتحاد، والحرس، وسوهاج، والأقصر، والمحلة، والأوليمبي، ووادي دجلة، والفيوم، والإسماعيلي، والترسانة، بالإضافة طبعا لنجوم الأهلي والزمالك وإنبي والمقاولون.
**بما أنك أحد أبناء الصعيد.. إلى متى سيتم تجاهل الوجه القبلي في ضم لاعبيه للمنتخبات؟ أم أنه قطاع فقير فنيًا بالفعل؟
المشكلة فعلا أن الصعيد مظلوم بقلة إمكانيات أنديته، وبالتالي عدم الإهتمام بالناشئين أمرا متوقعا، بل ومهمل في معظم مناطق الصعيد العشرة، اللهم إلا ثلاث أو أربع فرق فقط في كل محافظة، من كل مرحلة سنية، وهذا العدد قليل جدا لإخراج أو تنمية المواهب، وللأسف معظم المناطق لا تهتم بمساعدة الأندية على الإشتراك بدعمها ماديا أو فنيا، بعكس القاهرة والإسكندرية.
**حدثنا عن أهم المواهب التي صادفتها في الأندية الصعيدية؟
مصطفي جمال من نادي طهطا، وشريف الصحابي من نادي الأقصر، وأحمد عبد الرحمن من المنيا، ومحمود يوسف من المقاصة، ولكن هناك لاعبين مميزين جدا يلعبون في أندية القاهرة، مثل أحمد عبد المطلب في الحرس، من المنيا، ومختار سليمان في المقاولون، وإسلام ثابت في الإسماعيلي، وهو من الفيوم.
**دائما تركز على الجانب التعليمى فى حديثك مع لاعبيك.. فهل لذلك علاقة بكونك رجلًا أكاديميًا؟
من المعروف أنه كلما ارتفع المستوى التعليمي، ارتفع مستوى اللاعب الرياضي، حيث يزداد مستوى ذكائه وقدراته الفنية والثقافية، فضلا عن الإرتقاء بفكره وسلوكياته الإجتماعية والنفسية، وبالتالي بالنواحى المهارية والبدنية والخططية.
**برأيك ما هي الأندية التي تبدي اهتمامًا بالناشئين في الصعيد؟ وماذا تعرف عن ميزانيات تلك الأندية؟
الأندية المهتمة جدا بقطاع الناشئين، هي أندية الألومنيوم والمقاصة والجونة، وليس لديّ أرقامًا دقيقة عن شكل وميزانية وطبيعة كل نادي، لأنه شأن داخلي، والمهم عندي كمدرب لمنتخب الناشئين، أن تتوافر العناصر التي يمكن الإختيار من بينها.
**ماذا يحتاج الصعيد لتحقيق صحوة رياضية وكروية كباقي الأندية؟
يحتاج إلى الإمكانيات المادية والأدوات الرياضية، والملاعب، ودورات لصقل وتنمية المدربين، لضمان تحقيق نتائج مستقبلية على أسس علمية سليمة.
وليد العدوى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق