*بعد مرور عام على حادث قطار الموت بأسيوط.. "صدى البلد" يتجول في أرجاء القرية:
-قرية المندرة محلك سر.. وأكوام القمامة تحاصر حجر أساس المعهد الأزهري.. والمزلقان يبحث عن الضحية المقبلة
-أحد أهالي القرية: المزلقان قديم ويغلق بحاجز حديدي ولم يتم تطويره كما وعد المسئولون
-عامل المزلقان المتهم: "أفوض أمري إلى الله".. ولم أترك المزلقان وقت الحادث.. واتهمونني لأني فقير ولم أفعل شيئاً
- والد أحد الأطفال: الحكومة صرفت التعويضات.. ولكنها أهملت في تطوير المزلقان.. ولم تبنِ المعهد الأزهري
صباح يوم السبت الموافق 17 نوفمبر من العام الماضي، استيقظت محافظة أسيوط على حادث أليم اهتزت له القلوب ودمعت عليه الأعين لفظاعته، بعد أن استشهد 51 تلميذاً لا تتجاوز أعمارهم الـ10 سنوات كانوا يستقلون أتوبيس معهد النور الأزهري في طريقهم من قريتي الحواتكة والمندرة إلى معهدهم بقرية بني عديات.
وأثناء مرور الأتوبيس على مزلقان سكة حديد قرية المندرة لم يرحمهم القطار، وينظر إلى البراءة التي في وجوههم والتهمهم وظل يدفع في الأتوبيس، تحت عجلاته لأكثر من "كيلومتر" على قضبان السكة الحديد حتى جعل هؤلاء الأبرياء "أشلاء".
وتحركت الحكومة وقتها وجاء وزير النقل وقتها في الصباح، وبعد 7 ساعات من الحادث جاء الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء السابق ومعه اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية السابق، ولكن الأهالي رفضوا استقبال رئيس الوزراء وقطعوا الطريق ومنعوه من الوصول للقرية، وحاول إثناءهم اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية السابق، إلا أنهم أصروا وتراجع رئيس الوزراء وذهب إلى مطار أسيوط.
واصطحب بعدها الدكتور يحيى كشك المحافظ الإخواني السابق عدداً من الأهالي إلى مطار أسيوط ليعزيهم رئيس الوزراء، وجاءت زيارات حكومة الإخوان الواحدة تلو الأخرى على القرية، ووعدوا ببناء معاهد وتطوير المزلقان، ومن وقتها وبعد مرور عام قرية المندرة كما هي لم ترَ تحقيق أي وعود حتى الآن.
وقال عبدالرحمن عبد السميع على من أبناء القرية، إنه الوضع لم يتغير بقرية المندرة رغم مرور عام على حادث القطار الذي راح ضحيته 51 طفلاً من أبناء القرية وانتقد الصراعات السياسية التي تشهدها البلد دون النظر إلى المشروعات التي وعدوا القرية بها.
وطالب رفعت بتطوير المزلقان، مشيرًا إلى أن المزلقان قديم ويغلق عن طريق حاجز حديدي يتم سحبه يقوم هو بسحب جانب وزميل له بسحب الآخر لإغلاق المزلقان في حالة مرور قطار.
وقال سيد عبده رضوان عامل مزلقان المندرة السابق، والمتهم في حادث قطار المندرة، إن في لحظة وقوع الحادث كان كل واحد وروايته للتليفزيون يريدون الظهور على حسابي قالوا إني تركت المزلقان وقت الحادث وهذا لم يحدث، وسبب اتهامات الناس لي لأنني رجل فقير "مش هقدر أعمل حاجة.. وأفوض أمري إلى الله".
وأضاف عامل المزلقان السابق: "ظروفي يعلم بها الله تحطمت مادياً ونفسياً ومعنوياً وتدمرت حياتي ومتزوج من امرأتين ولديّ 7 بنات وطفلان لا يجدون الطعام ويعيشون على الصدقات وأطلب من الله النجاة وعنديّ بنتان مخطوبتان ولا أجد مالاً لكي أبدأ في تجهيزهما للزواج.
وقال أحمد عبده أحمد عشري رقيب شرطة في الحماية المدنية ووالد الشهيد "محمد"، إنه كان ابنه الوحيد وعمره 8 سنوات، ويحفظ 3 أجزاء من القرآن الكريم، مؤكدًا أن الحكومة لم تقصر معهم في صرف التعويضات، ولكن لم يتم بناء المعهد حتى الآن ولم ينظر إلى مزلقان السكة الحديد.
أما أحمد عبدالله عبداللطيف "والد الشهيد "عبدالرحمن" وكانت شهرته يوسف فقال: "كان ابني الوحيد من البنين، منوهًا إلى أن الحكومة وعدت بأشياء كثيرة ومنها المعهد الأزهر النموذجي وحتى الآن لم يتم أي شيء رغم مرور عام على الحادث، كما تبرع أحد الأشخاص المنتمين للإخوان بمساحة 26 قيراطاً وتبرع رجل الأعمال محمد فريد خميس بمبلغ 4 ملايين و500 ألف لبناء معهد ولا ندري إذا كان تبرع أم لا ولو تبرع أين ذهبت هذه الأموال المخصصة لبناء المعهد".
وأشار إلى أن هناك منطقة أخرى تبرعت بها السكة الحديد تبلغ مساحتها 1500 متر، ولكن رفض الأزهر هذه المنطقة لقربها من السكة الحديد، ولكن في النهاية لم يتم بناء المعهد في القرية حتى الآن.
ايهاب عمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق