«هانصلى الجمعة فى الشارع» يلقى جملته القصيرة ببساطة، ملخصا أزمته. على الزعبى محمد، عامل بمسجد النصر فى عزبة سالم، أحد الأماكن المتضررة جراء السيول بمحافظة أسيوط. ما بين الحسرة والحيرة يقف الزعبى داخل المسجد، وسط مياه السيول التى أغرقته ودمرته، وأدت إلى انقطاع الكهرباء عن العزبة، وحولت المسجد من مكان يقصده الناس للراحة والسكينة إلى مكان مهجور. الزعبى يقول إن هذا المسجد الصغير بناه الأهالى بجهود ذاتية، قبل أن يتم ضمه إلى وزارة الأوقاف، موضحا أن سبب حزنه الكبير على هذا المسجد أنه الوحيد فى القرية، ولا يوجد أى مسجد آخر يمكنهم الذهاب إليه لأداء الصلاة. يقول: «اليوم الجمعة، ومش عارفين هنصليها إزاى ولا فين الأسابيع الجاية؟!». يشرح مستخدما أصبعه ليشير إلى الأماكن التى أغرقتها مياه السيول وهدمت المسجد والمساكن، قائلا: «المية ما دخلتش الجامع بس، دى كمان حاصرته من كل اتجاه، وأضرت بجدرانه الخارجية، وتسببت فى سقوط أكثر من نخلة تحيط به»، ويضيف: «فيه نخل كتير يوشك على السقوط بسبب اندفاع المية، وممكن يقع على الجامع أو البيوت اللى حواليه، ودا شىء خطر ممكن يعور حد أو يقتل طفل، لكن محافظ أسيوط جاء هنا، وشاهد ما أحدثته السيول فى قريتنا بشكل عام وفى المسجد بشكل خاص، ووعدنا بإعادة ترميم المسجد، وإحنا لسة منتظرين تحقيق وعده، لأن مافيش حد من المحافظة أو الأوقاف تحرك حتى الآن».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق