وتؤكد الوثيقة التى
أعرضها أن المسئولون عن المدينة أتخذوها فرصة لإطلاع الملك على أهم
المشروعات التى تجرى على أرض أسيوط وإفتتاح بعضها ، وبدأ الاستقبال بمحطة
السكة الحديد والإحتفال بإفتتاحها ثم افتتاح جمعية الإسعاف و معهد فؤاد
الأول ودار مجلس المديرية والمجلس المحلى ووضع حجر الأساس لحمام السباحة
بنادى أمير الصعيد ثم انتهت المراسم الاحتفالية بتوجه الركب للمشاركة فى
إفتتاح مشروع تقوية القناطر .
المثير للإعجاب أن
القائمين على إعداد الاحتفالات الملكية لم يتركوا شيئاً للصدفة ، فكل شئ
يجد أن يكون معداً بدقة ، فالدعوات الملكية التى يعلوها التاج الملكى موجهه
من قبل وزير الأشغال العمومية محدداً فيها اسم المدعو والمكان الذى سيقام
به الاحتفال والملابس الواجب إرتداؤها وهى فى هذه الحالة رسمية ( ملابس الردينجوت لغير ذوى الملابس البلدية )
مما يعنى أنها حفلة رسمية سوف يحضرها الملك ، ثم تم إرسال كتيب صغير
للمدعوين محدد فيه تعليمات المرور عند زيارة الملك المعظم موضح فيه أن
الإستقبال سوف يتم بالمحطة ومحدد فيه أن المدعوين منقسمون الى ثلاث فئات
يحملون ( تذاكر زرقاء وصفراء وحمراء )
ولكل لون باب يدخل منه ليتم إستقبال الملك فى بهو المحطة ، ثم تتوالى
التعليمات الخاصة بالتنقل بين الأماكن الأخرى وطرق الوصول وأماكن ركن
السيارات ... كما أشار الكتيب إلى أنه سيتم إرسال بطاقة خاصة للصقها فى
مقدمة السيارة مع كل دعوة حتى يمكن تمييز سيارات المدعوين وتقديم
التسهيلات لهم ، وأكد الكتيب أن على المدعوين فى جميع الحفلات مراعاة
الوصول الى أماكن الإحتفالات قبل تشريف حضرة صاحب الجلالة بنصف ساعة على
الأقل حيث ستقفل جميع الشوارع الموصلة إليها بعد ذلك .
أما بخصوص المدعوين
القادمين بالقطار من القاهرة فسوف يصل القطار الذى يقلهم فى الساعة الثانية
والنصف مساء وسوف يكون بإنتظارهم بعض موظفى تفتيش الرى ورجال البوليس
لإرشادهم الى سياراتهم التى ستكون موجودة أمام باب المحطة لتقلهم الى سرادق
الإحتفال .
الجدير بالذكر أن مكتبة
الاسكندرية قد تمكنت خلال الاعوام الماضية من ضم مجموعة كبيرة من الوثائق
الخاصة بقناطر أسيوط والبوم صور نادر للملك فاروق أثناء إفتتاح مشروع
التقوية ، كما يقول الدكتور خالد عزب المشرف على مشروع ذاكرة مصر
المعاصرة الذى أوضح أن قناطر أسيوط هي مجموعة سدود تتكون من هيكل حجري
ويبلغ طولها 800 متر، وتشتمل على 111 فتحة (عين) اتساع كل فتحة 5 أمتار ، ويبلغ عرض الطريق فوق القناطر 4٫50 متر وبها هويس للملاحة بالجهة والغربية فوقه جسر متحرك.
وقد قُدِرَت تكلفة
القناطر المبدئية 525٫000 جنيه استرليني ولكنها تكلفت فعلياً 870٫000 جنيه
استرليني وكان المقاول الرئيسي للمشروع هوالمقاول البريطاني شركة ميسرز
وآيرد.
أمل الجيار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق