الأربعاء، 2 ديسمبر 2015

فلاحو أسيوط: لا نزرع الا لتقضية الوقت ونتكبد الخسائر


http://elbadil.com/wp-content/uploads/2015/12/%D9%85%D8%B2%D8%A7%D8%B1%D8%B9%D9%88-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B7%D9%86.jpg?2af479
لم تعد مصر الدولة الزراعية كما كنا نسمع عنها في كتب التاريخ، أو كما رواها لنا القدماء، من خلال النقوش الفرعونية عبر حضارة السبعة آلاف عام. الأزمة عادت لتقحم الفلاح البسيط، سواء العامل، أو صاحب الأرض الزراعية، في مشاكل لا طاقة له بها، حتى أصبحت المهنة الأولى فى مصر القديمة شيئًا غير مرغوب فيه لدى الكثير من أبناء الصعيد، نتيجة لغلاء أسعار السماد والتقاوي، والمعاناة الشديدة في إنتاج المحصول، والتي تنتهي بخسائر وديون.

وشكا آلاف الفلاحين بأسيوط من عدم توافر السماد الموسمي، والذي انتشر بطريقة كبيرة في السوق السوداء، حتى أصبح سعر كيس السماد يتراوح بين ١٥٠ و٢٠٠ جنيه، فى ظل غياب الرقابة الأمنية؛ ،ليظل العبء كبيرًا على الفلاح، الذي تحتاج أرضه إلى سماد كيماوي وسماد عضوي وعمالة أسبوعية وعمالة فى نهاية العام، مع متابعة يومية؛ لتصبح الخسارة هي السائدة فى النهاية.

يقول عبد الله عبد البارى (فلاح) إن الزراعة أصبحت عبئًا على أصحابها، ويدفع الفلاح أكثر مما يكسب؛ بسبب الغلاء فى أسعار الأسمدة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الوقود، الذي نعتمد عليه في تشغيل ماكينات رفع المياه لري الأراضي، غير العمالة التي وصلت للضعف، وآلة الحصاد التي تحاسب بالساعة.

وأضاف يوسف محمود، رئيس جمعية زراعية، أنه من الطبيعي أن تكون الخسارة هى السائدة؛ بسبب ارتفاع الأسعار الجنوني، فكافة الأشياء الخاصة بالزراعة من مياه الري بالآلات، وارتفاع أسعار الوقود، والأيدى العاملة، والتي تحصل على ٥٠ جنيهًا فى اليوم الواحد، كل هذا أدى إلى أن ينقرض مصطلح “الفلاح”، وتنقرض معه “الرقعة الزراعية”، من خلال المشاريع الاستثمارية الكبرى.

كما تسببت التكنولوجيا الحديثة في التقليل من دور الفلاح والأيدى العاملة، بعد أن كانت كافة أعمال الزراعة تقوم من خلال الفأس والمنجل، أصبحت تعتمد على آلات الحصاد والري.

وقال ياسر محمد (مهندس زراعي) إن مصر الزراعية اختفت من خارطة أولى الدول المصدرة للقطن فى العالم، حتى أصبح شبه مُنتهٍ وغير متواجد الآن، وأصبح الفلاح يستورده من الخارج، بعد أن كان الصعيد بمثابة الأول فى زراعة القطن، والذي كان يحتفى به عند القدماء في موسم جمعه، كما ألغت الجمعيات الزراعية استخدام تقاوي القطن من إدارتها، بعد أن كانت تفرض زراعته على بعض المناطق، والتي يتم توزيعها من خلال الإدارة الزراعية.

فيما أكد مصدر بمديرية الزراعة بأسيوط تشجيع الفلاح على الزراعة واستعادة دوره، من خلال الندوات التثقيفية التي تعمل عليها الجمعيات الزراعية، ومن خلال تسهيل المهام للحصول على التقاوي والسماد، وإصدار كتاب دوري للفلاحين، ومواجهة كافة المشاكل الخاصة بهم، مع العمل على وقف الزحف العمراني؛ حتى تعود الرقعة الزراعية إلى ما كانت عليه.


أحمد الانصارى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...