السبت، 13 أغسطس 2016

أستاذ الفلسفة بجامعة أسيوط تعليقًا على هدم باحثة البادية: أسيوط مدينة بلا جمال معماري أو ذاكرة .. فمن ينقذها من مافيا تجارة العقارات


قال د. أحمد عمر أستاذ الفلسفة بجامعة أسيوط؛ تعليقا على خروج قصر "باحثة البادية" بأسيوط، من جهاز التنسيق الحضاري؛ تمهيدا لهدمه وإنشاء برج سكني محله: إن أقسى المدن، هي المدن التي ليس لها ذاكرة، مدونة بالقلم أو الحجر، الفقيرة في عمارتها، وجغرافيتها، وذهنية سكانها، المدينة ذات البعد الواحد، والشكل الواحد، والطابع الواحد. المدينة التي يُغتال ماضيها، ويُشوهه حاضرها، ويتم سجن ملامح مستقبلها، بواسطة التجار ( الشطار) من المماليك الجدد الذين يتاجرون في كل شيء، ولا يهتمون إلا بحسابات المكسب والخسارة.
وأضاف عمر في تصريحات خاصة: أظن أنه لا يوجد مدينة في مصر تم اغتيال طابعها المعماري، والجور على مساحتها الفارغة وحدائقها، لصالح الأبراج الخرسانية، مثل مدينة أسيوط، التي هدمت فيها على مدى العشر سنوات الماضية، على حين غفلة من الجميع، وربما بتواطئ الجميع، الكثير من القصور والفيلات التاريخية، ليبنى مكانها أبراج وعمارات شاهقة. وقد تم ذلك بواسطة مافيا عقارات متكاملة، لها اقتصادها السري، ورؤس أموال تم جني بعضها بطرق غير مشروعه، نجحت في اختراق أجهزة المحافظة، وحصلت على تصاريح هدم وبناء، وشيدت أبراج شاهقة، وتحكت في السوق، ورفعت الأسعار إلى معدل لا يوجد مثيل له في كل محافظات مصر، رغم أن أسيوط من أفقر المحافظات.
وأكمل عمر: بعد أن تم هدم قصر حبيب باشا شنودة، بحي السادات، الذي لا أزال إلى اليوم أتذكر جماله واتساع حديقته، عندما كنا نمر عليه في صبانا وشبابنا الباكر، وقد تحول اليوم إلى عمارت خرسانية شاهقة، ومن بعده هدم مقر المحكمة الشرعية في شارع الهلالي، وغيرهما الكثير، ننتظر هذه الأيام هدم فيلا باحثة البادية، التي كانت مدرسة تم إخلائها، وتسليمها للورثة، الذين باعوها بدورهم، وكذلك القصر التاريخي، الذي كان مقرا للاتحاد الاشتراكي في أسيوط، ثم مقرا للحزب الوطني، والذي بيع هو الآخره، ويتنتظر دوره في الهدم، وبناء أبراج مكانه، لتفقد أسيوط كل جمال معماري بها، وتصبح مدينة بلا ذاكرة، أو هوية مميزة؛ فمن ينقذها وينقذ مبانيها التاريخية من أيدي المماليك الجدد، ومافيا تجارة العقارات؟.


محمد حافظ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...