تعاني المنطقة الصناعية بعرب العوامر أبنوب في محافظة أسيوط من عدة مشاكل، تسببت في عزف المستثمرين عنها، على رأسها، عدم توافر مياه شرب نظيفة، بالإضافة إلى تأخر توصيل الصرف الصحي، الذي تتقاعس شركة مياه الشرب والصرف الصحي عن استكماله منذ 2010 حتى اليوم، كما تسببت ورش الرخام غير المرخصة بالقري المجاورة للمنطقة في إغلاق 20 مصنعا.
يقول منصور عبد الحافظ، أحد المستثمرين، إن شركة مياه الشرب والصرف الصحي تعد السبب الرئيسي في الإهمال داخل المنطقة لعدم جديتها في تنفيذ مشاريعها، رغم تقاضيها مبالغ طائلة من المستثمرين لتوصيل المياه والصرف الصحي الذي كان مقرر الانتهاء منها في شهر ديسمبر عام 2010، أي منذ ستة سنوات، دون الالتزام حتى اليوم.
وأضاف عبد الحافظ لـ«البديل»: «أبلغونا بضرورة سداد المبالغ المستحقة لتوصيل المرافق، وبالفعل، التزمت جميع الشركات بسداد المبالغ المطلوبة نظير توصيل الخدمة، بالإضافة إلى مبالغ أخرى نظير توصيل الصرف الصحي، ولم تبد الشركة المسؤولة بأسيوط أي بوادر جدية للعمل، حتى تضرر من هذا الوضع أصحاب المصانع بالمنطقة».
كما شكى أصحاب مصانع الرخام والبلاط بالمنطقة الصناعية من انتشار ورش الرخام والبلاط غير المرخصة، التي تعمل «تحت بير السلم» بقري بني غالب والزرابي، ما يؤثر بالسلب على حركة البيع والتسويق، وتسبب فى إغلاق ما يقرب من 20 مصنعا، وهروب المستثمرين بالمنطقة، في ظل عدم تدخل المسؤولين لحل المشكلة، ليبقى حوالى 4 مصانع فقط.
وأكد محسن فتحي، مسؤول بالغرفة التجارية في أسيوط، أن الورش والمصانع التي تعمل دون ترخيص تساعد فى طرد المستثمرين من المنطقة الصناعية؛ خاصة أنهم يتكبدون رسوما وخدمات وعمالة وترخيص، ويحافظون على البيئة من خلال تصريف مخلفات المصنع فى الصحراء، على عكس الورش المخالفة التى تلقي مخلفاتها داخل الكتلة السكنية أو في مياه النيل، مطالبا بضرورة وضع قوانين رادعة للمخالفين، وتشجيع الاستثمار مرة أخرى داخل المنطقة الصناعية.
وأشار عقيل إسماعيل، رئيس حركة تنمية أسيوط، إلى إعداد ملف كامل عن المشاكل التي تعاني منها المدن الصناعية في أسيوط ومتطلباتها ومعوقات الاستثمار بالمحافظة، وتقديمه إلى الجهات المختصة لبحث المشكلات المتعلقة بالبنية التحتية وكذلك معوقات الاستثمار؛ تحقيقًا لأهداف الجمعية، التي منها تشجيع وجذب الاستثمارات، والتواصل مع الوزارات والجهات الحكومية لحل مشكلات المجتمع؛ لحرص شباب تنمية أسيوط على تهيئة البيئة المناسبة بالمحافظة لجذب الاستثمارات، وتوفير فرص عمل للشباب.
وعلى الجانب الآخر، قال المهندس ياسر الدسوقي، محافظ أسيوط، إنه يسعى لتوفير جميع الاحتياجات الأساسية في المناطق الصناعية، من مياه شرب وصرف صحي وكهرباء وطرق، مؤكدا التشديد على أهمية توصيل مصانع المنطقة الصناعية بعرب العوامر الوصلات الداخلية لمشروع الصرف الصحي، الذي تم الانتهاء منه كليا، ولابد لتشغيل المشروع من اشتراك نسبة لا تقل عن 25 % من الطاقة الاستيعابية لمحطة الصرف الصحي كي يستمر التشغيل.
المنطقة الصناعية بعرب العوامر تقع على بعد 30 كيلو من مدينة أسيوط داخل مركز أبنوب، وبنيت بقرار من مجلس الوزراء عام 1994 لتوفير فرص عمل للشباب وخلق مناخ جديد بالصعيد.
احمد الانصارى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق