تحتفل مصر والعالم العربى اليوم بالذكرى الـ 65 لثورة 23 يوليو المجيدة التي قادها الضباط الأحرار، وعلى رأسهم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فأطاحت بالحكم الملكى وأتت بنظام جمهورى ديمقراطي للمرة الأولى في تاريخ مصر.
ولا يعلم المحتفلون بالثورة أن منزل مفرجها الزعيم الراحل في أسيوط تحول إلى مكان أشبه بـ «خرابة» وسط مطالب مستمرة من الأهالي بتدخل عاجل من الدولة لتحويل المنزل إلى متحف كونه شاهدا على لقاءات كانت مقدمة لأحداث فاصلة في التاريخ المصري الحديث.
«فيتو» زارت المنزل في قرية بني مر التابعة لمركز الفتح في محافظة أسيوط، حيث أصول جمال عبد الناصر حسين خليل المولود في 15 يناير عام 1918 بمنطقة باكوس بالإسكندرية لأسرة صعيدية عاشت عائلتها في منزل بسيط في قرية بنى مر، ليتخذه عبد الناصر مكانا شهد أياما وليالى هامة في تاريخ مصر، حيث كان يعقد لقاءات مع زملائه من الضباط حينما عمل بمنطقة منقباد بأسيوط لينطلق منها إلى قيادة مصر وتغيير تاريخها من "الملكية" إلى "الجمهورية".
ولم يكن منزل عائلة عبد الناصر وحده الأثر الهام في أسيوط التي تضم العديد من منازل الشخصيات السياسية والدينية التي أثرت في التاريخ المصري والعربي، وتتحول مثيلات تلك المنازل في العديد من الدول لمزارات ومتاحف أثرية، ولكن هيئة الآثار لديها قناعتها بأن مقومات المتاحف تفتقدها تلك المنازل رغم أن الظروف الحياتية لهؤلاء المشاهير حتمت أن تكون منازلهم كذلك.
وما زال منزل أسرة عبد الناصر والذي عاش فيه الزعيم عدة سنوات ببنى مر صامدا رغم شروخه، إلا أن القرية لم تستفد أي شيء سوى ذكرها في الإعلام وتذكرها كل عام للكتابة عنها في ذكرى ميلاد الزعيم الراحل وذكرى ثورة يوليو.
وطالب العديد من أهالي القرية بتحويل المنزل لمزار سياحى، خاصة وأن الاعتناء به ربما يرفع من شأن القرية إلا أن كل المطالبات باءت بالفشل ولم يلتفت أحد إليهم حتى أصابت الشروخ والتصدعات جدران المنزل وأوشك على الانهيار.
وفى هذا السياق أكدت سامية محمد مسئول هيئة الآثار بأسيوط أن منازل بعض الشخصيات العامة كمنزل جمال عبد الناصر والبابا شنودة لا ينطبق على أي منها مقومات المتاحف، حيث يشترط في المتحف أن يحتوى في بنائه على طراز معمارى وفنى يظهر عنصر الجذب في الزخارف التي تنتمى لإحدى المدارس الفنية، بالإضافة إلى أن منازل بعض المشاهير والإعلام لا ترقى لتحويلها لمتاحف ولا يمكن للسائح أن يتكبد عناء آلاف الكيلو مترات سفرا لرؤية منازل لا يوجد بها اثرية.
ايمان عمار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق