فوجئ أفراد الأمن بمستشفى الإيمان العام بمنطقة الأربعين بمحافظة أسيوط بالعثور علي طفل يبلغ من العمر 4 أعوام جالساً في صالة الانتظار الخاصة بقسم الاستقبال العام وبمحاولة التحدث مع الطفل تبين أنه لا يستطيع الكلام نهائياً ويعاني من عدة أمراض. في البداية يقول الدكتور عبد الرحمن فتح الله محمد مدير عام مستشفى الايمان العام انه يوم ١٥/١١/٢٠١٧ عثر افراد الامن بالمستشفى علي طفل يبلغ من العمر قرابة ال ٤ سنوات في حالة اعياء ومتروكا في استراحة الاستقبال العام بالمستشفى والبحث عن اهليته لم يتم العثور عليهم. واكد الدكتور عبد الرحمن انه علي الفور تم تحرير محضر رقم ٢ح احوال نقطة شرطة المستشفى بنفس التاريخ ومحضر رقم ٩٤١٥ لسنة ٢٠١٧ اداري اول اسيوط بالواقعة وتم حجز الطفل بقسم الاطفال بالمستشفى لتلقي العلاج اللازم. وأشار مدير عام المستشفى اننا الان في انتظار قرار النيابة لإيداع الطفل بأحد دور الرعاية المخصصة لذوي الاحتياجات خاصة وان الطفل يعاني من مرض "التوحد" مما يدعي الي معاملته معاملة خاصة. وأضاف إن إدارة المستشفى والاطباء والعاملين يساهمون بشكل شخصي في تلبية احتياجات الطفل سواء من علاج ومأكل ومشرب وملبس خاصة وانه لا يستجيب الي تناول انواع الغذاء المختلفة ولا يتناول سوي الزبادي والبسكويت وهذا غير مناسب تماما لحالته الجسمانية في مرحلة التكوين لتوفير الاحتياجات الحيوية للجسم في مراحل التكوين. ووسط أروقة المستشفى تجد الدادة "حنان" تسير وبرفقتها طفل يعاني من صعوبة في الحركة وانعدام النطق إلا أنها استطاعت باهتمامها أن تحافظ عليه وتعلمه السير والتعامل والتآلف مع الأخرين وسط فرحة ترتسم علي وجهها وابتسامة رضى وسعادة تجدها تخرج عندما يصدر تصرفاً ينم علي إطاعة أوامرها وكأنها أم ترعي طفلها المريض. وعند سؤالها تخبرنا أنا حنان عبد الرازق عبد الله ٣٩ عاما عاملة بإحدى شركات الأمن والحراسة وأعمل بالمستشفى وفي يوم ١٥ / ١١ / ٢٠١٧م تم العثور علي الطفل أمام استراحة استقبال مستشفى الايمان العام بمنطقة الاربعين في حالة اعياء شديد وقامت ادارة المستشفى بتحرير محضر شرطة بالواقعة وقامت ادارة الشركة التي اتبع لها بتكليفي بمرافقة الطفل طوال فترة مكوثه بالمستشفى حتي يتم نقله الي احد دور الرعاية الخاصة بهذه الحالات. واوضحت حنان انني امكث مع الطفل منذ تاريخ العثور عليه وحتي الان بصفة مستمرة ولا اذهب الي المنزل ومقيمة معه اقامة دائمة وارعاه اسريا واجتماعيا حتي انني اعتبرته طفل من اطفالي. واشارة حنان ان ادارة الشركة والمستشفى والعاملين من اطباء وتمريض وحتي المترددين من المرضي يقومون بالمساهمة في تكاليف علاج وملبس ومأكل الطفل خاصة وانه لا يقبل الطعام نهائيا ويتغذى فقط علي البسكويت والزبادي بالإضافة الي الحفاضات "البامبرز" لإصابته بإسهال شديد. وقالت حنان ان لديها ثلاثة ابناء في مراحل التعليم المختلفة وتقوم شقيقتهم الكبرى برعايتهم طوال الشهر الماضي وهي من تتكفل بمأكلهم وبمتابعة دروسهم واحتياجاتهم الشخصية. وناشدة حنان أهالي الطفل بالحضور الي المستشفى لاستلام نجلهم مشيرة ان حالته الصحية والبدنية بدأت في التحسن وانه يحتاج الي رعاية خاصة ولن يستطيع احد ان يوفرها له سوي اهله. ويقول الدكتور أسامة أبو حطب رئيس قسم النساء والتوليد بالمستشفى انه فور العثور علي الطفل تم ايداعه في قسم الاطفال وتوقيع الكشف الطبي عليه الذي وضح ان الطفل يعاني من مرض التوحد بالإضافة الي نقص غذاء شديد وضمور في العضلات والعناصر الغذائية خاصة الحديد والكالسيوم والفيتامينات وكان يعاني من نحافة شديدة. واضاف الدكتور اسامة ان الطفل كان لا يستطيع الحركة وكان يعاني من تسلخات شديدة في القدم وتم علاجها وتم توفير العلاج اللازم لمثل هذه الحالة وهو الان في تقدم ملحوظ للحالة الصحية واستجاب للعلاج واصبح الان يستطيع الوقوف علي قدميه ويستطيع الحركة.
محمد محمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق