أصبح الاختناق المروري الذي يصيب شوارع أسيوط بالشلل التام وخاصة في أوقات الذروة مشكلة مزمنة تبحث عن حل, حيث تتوقف الحياة تماما بوسط المدينة وخاصة أمام ميدان المحطة الذي يعد أحد أهم الميادين الرئيسية بالمحافظة, فضلا عن كونه نقطة الربط الحيوية بين جميع مناطق المدينة لذا تتوقف الحياة لساعات طويلة وقت الظهيرة دون وجود أية حلول لإنهاء هذه الأزمة المستفحلة وسط محاولات فردية من رجال المرور لغلق الشوارع الجانبية وتنظيم حركة المرور ولكن تظل مشكلة التكدس تؤرق أهالي أسيوط.
يقول عماد محفوظ محمود- موظف- أن مشكلة الزحام بمدينة أسيوط تحولت إلي أزمة مزمنة يشكو منها الجميع بسبب توقف حركة السير لفترات طويلة داخل شوارع المدينة المتصلة ببعضها البعض حيث يؤدي تكدس السيارات بميدان المحطة إلي توقف حركة السير بشارع23 يوليو ومن ثم شارع الحزب الوطني وكذلك ميدان المجذوب وتستمر الاختناقات من شارع إلي شارع حتي نصل إلي توقف الحركة تماما مع حلول الساعة الثالثة عصرا بسبب اندفاع قائدي السيارات وإغلاق جميع الطرقات.
ويشير حسين عبد الله محاسب إلي أن مرور أسيوط يركز كل مجهوداته نحو مطاردة المخالفين دون محاولة فرض رؤية جديدة لتسيير الحركة المرورية بالشارع وهو ما يحدث ارتباكا أثناء محاولة الكر والفر بين المواطنين هربا من المخالفات القاسية, فضلا عن أن إدارة المرور لا تطور من نفسها باستخدام التكنولوجيا الحديثة ولا تهتم بحل المشكلات المزمنة التي تؤرق الجميع.
ويري عادل أحمد عامر- محاسب أن السبب الحقيقي في حالة التكدس بشوارع أسيوط يرجع إلي تهالك حالة الشوارع من حيث التكسير المستمر في الأسفلت, فضلا عن الحفر والمطبات العشوائية التي تجبر السائقين علي التوقف المفاجئ ومن ثم الاصطدام بالسيارة القادمة من الخلف وتوقف حركة السير لحل النزاع وغيرها من المشكلات لذا يجب بدء عمليات الرصف للشوارع لتيسير حركة المرور.
خطوتان للعلاج
ومن جانبه أكد الدكتور حسن يونس أستاذ الهندسة المدنية بجامعة أسيوط أن أن الحل يكمن في خطوتين الأولي: وقتية وتتمثل في اتخاذ خطوات عاجلة للاستغلال الجبري لبعض المساحات الخالية الخاصة ببعض الأهالي بتحويلها إلي جراجات مؤقتة لاستيعاب بعض السيارات لتفريغ بعض الشوارع من السيارات, فضلا عن سرعة إنشاء جراجات متعددة الطوابق في نطاق المدينة وخاصة في قطعة الأرض الموجودة ببداية شارع عزت جلال بمنطقة الحمراء, بالإضافة إلي تفعيل قرار المحافظ بحظر مرور عربات الكارو التي مازالت تسير في شوارع أسيوط وقيام البعض في السير بشكل مخالف وخاصة في الشوارع الفرعية وبعض الشوارع الرئيسية.
وقال يونس أنه يجب إصدار قرار بمنع دخول سيارات النقل الثقيل التي تقوم بالوقوف وسط الشوارع لتفريغ حمولتها وتحديد مواعيد لها ليلا لمنع حدوث التكدسات وكذلك التوسع في تحديد شوارع اتجاه واحد وأخيرا استخدام التكنولوجيا الحديثة من كاميرات مراقبة لتحرير المخالفات الكترونيا خاصة وان أغلب المخالفات ترتكب لعدم وجود أفراد المرور في عدد كبير من الشوارع, فضلا عن شن حملات بمشاركة ضباط المرافق لإزالة الإشغالات الموجودة علي الأرضفة لرفعها من الطريق لتيسير حركة المرور.
ويضيف أستاذ الهندسة المدنية أما الخطوة الثانية المستقبلية فتكمن في التوسع نحو الصحراء بإنشاء مجتمعات جديدة متكاملة الخدمات مثل مجتمع هضبة أسيوط الغربية, مشيرا إلي أنها قادرة علي جذب مئات الآلاف من المواطنين لتقل الكثافة السكانية من داخل المدينة القديمة وهو ما سينعكس إيجابا علي حركة السير داخل الشوارع.
تكنولوجيا حديثة لتطوير الأداء
فيما أكد العميد أحمد التوني- مدير إدارة مرور أسيوط أن الإدارة بدأت بالفعل في استخدام التكنولوجيا الحديثة لتطوير الأداء المروري من خلال إنشاء مطبات عكس الاتجاه والمصممة من أسنة الحديد لمنع السيارات من السير عكس الاتجاه وخرق إطاراتها في حالة تخطي هذه المطبات المسننة, مشيرا إلي أن الشوارع التي تم وضع هذه المطبات بها شهدت انتظاما مروريا من أول يوم تم تركيب فيه هذه المطبات, لافتا إلي أنه سيتم تعميم تلك التجربة علي مراحل بالشوارع الكبري للقضاء علي الحوادث المتكررة
مضيفا أن هذه المطبات تساعد علي تهدئة السرعات والحد من مخالفة عكس الاتجاه, بالإضافة إلي تطبيق منظومة كاميرات الكتف المحمولة وتثبيتها بـ البدلة المرورية الخاصة بضابط المرور لتوثيق تعامل رجال المرور مع المخالفين لقواعد وآداب المرور, موضحا أنها تساهم في مراقبة أداء ضباط المرور أثناء العمل ومدي التزامهم بتواجدهم في الأكمنة المنتشرة بالطرق الرئيسية والميادين العامة. وأشار إلي أن تلك الكاميرات مرتبطة بغرفة التحكم داخل إدارة المرور ويتم تفريغها بشكل دوري وفي حالة ارتكاب أية واقعة مخالفة يتم التعامل معها بمنتهي الشدة والحزم.
وائل سمير
حمادة السعيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق