الجندي الذي قام برفع علم مصر بعد العبور كان بجواري يقول: "واحد يحل مكاني" بعد إصابته
عندما يتذكر حرب أكتوبر أو يشاهد مقاطع مسجلة عبر التليفزيون تتساقط منه الدموع على فراق 18 شهيدًا من زملائه في الكتيبة التابع لها خلال العبور، مازال يتذكرهم جميعًا ويتذكر كل مصاب منهم والمجند الذي قام برفع علم مصر بجواره، انه رقيب مجند أحمد محمد أحمد عبد الله، وشهرته القلباظ ابن قرية المشايعة التابعة لمركز الغنايم في أسيوط.
"بوابة روزاليوسف" التقت المقاتل لمعرفة حكاية العبور وقصص كفاح الأبطال وشجاعة قواتنا المسلحة في الذكرى الـ45 عامًا على انتصارات حرب أكتوبر المجيدة.
يقول القلباظ إنه التحق بالقوات المسلحة في فبراير عام 1968 ضمن سلاح المدفعية، وشاركت في حرب الاستنزاف عام 1969 بعدما قامت إسرائيل حينها بضرب كوبري نجع حمادي والمعسكرات ومطار غرب القاهرة ومدرسة بحر البقر بالزقازيق وعند سماع الخبر أثناء تواجدي على المدفعية حدث لي ذهول وأخذت البندقية والذخيرة وخرجت وسط زملائي وأردد: أين إسرائيل وذلك بعدما تأثرت بخبر قتل أطفال المدرسة إثناء تواجدهم بالفصول.
وعن الحرب يوضح قبل الحرب جاءت تعليمات بوقف الإجازات بأن يستدعي جنود وجه قبلي خلال 72 ساعة ووجه بحري 48 ساعة وذلك قبل المعركة بـ90 يومًا، وحينها تم منح دفع "أسد وصلاح ونمر" مؤهل متوسط بإجازات كعملية تمويه للعدو حتى يعلموا أن مصر لا تدخل حربا أخرى، وتلك كانت خديعة السادات.
يوم المعركة تحركنا ليلا إلى منطقة القصاصين بالزقازيق وكنا تابعين للفرقة العاشرة، يوم 6 أكتوبر بدأت الحرب في الصباح وكنا في الصفوف الأولى من الذين عبروا القناة من خلال الكباري المطاطية، وكنا تحت غطاء الطيران المصري، وكنا نهتف وسقط منا شهداء كثير ولم يستطع العدو ضرب تلك الكباري سواء أحد المعابر الثلاثة.
بعد عملية العبور كنت على إحدى المدرعات العسكرية وكنا نضرب القذائف كثيرة وأسقطنا العديد من الأهداف العسكرية وكنت أظل اضرب من المدفعية ناحية إسرائيل حتى تتلف الماسورة ونقوم بتغييرها باثنين أخريين استبن، وبعد مرور 6 ساعات فقد العدو توازنه، وظللنا 18 يومًا بعد الحرب نتصدى للعدو ولا أحد يستطيع أن ينام، وكنا نتغذى على التعيين الميداني وهو عبارة عن بسكويت تظل 24 ساعة متواصلة دون أكل.
ويروي ابن قرية المشايعة قصة الجندي الذي قام برفع علم مصر بعد عبور القناة كان بجواري وكنت اسمع صوته ويقول عبارة "واحد يحل مكاني" بعدما أصيب وعندما شاهدنا الجندي الذي يطلق النار على من يقوم برفع العلم فتحنا فيه النار، وكنت أطلق النار على أي طائرة أيا كانت تشكل خطورة على القوات، واستهدفنا أهدافا لا تعد.
بدموع تتساقط تحدث "القلباظ" عن زملائه الـ18 الشجعان الذين سقطوا شهداء وكان يرى الجثث على جانبي ولا أستطيع أن أتحرك اليهم لأن الجميع كل تركيز للمعركة والنيران قادمة من كل مكان، ومن ثم ظللنا في سيناء لحد توقيع المعاهدة وفض الاشتباك الأول ثم الثاني ثم الثالث، وبعدها رجعنا إلى سكناتنا.
ومن ضم المواقف التي لم تنس عندما قمنا بجمع الجثث والأشلاء للجنود الإسرائيليين والمصريين لاننا أصبحنا لا نستطيع التفرقة بينهما، ووضعنها في حفرة كبيرة في نقطة شرق بورسعيد وتم دفنهم.
وقدم القلباظ الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، لما يقوم به من اجل تنمية سيناء والاهتمام بها وإنقاذ مصر من الضياع، مشيرًا إلى أنه في كل ثورة لا بد من وجود خسائر.
حسن فتحى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق