الموت يحاصر منفلوط باسيوط من كل جانب

صرخات متتالية أطلقها أهالي مركز ومدينة منفلوط التابعة لمحافظة أسيوط بعدما ضاق بهم الحال وبات الموت يحاصرهم من كل جانب‏,‏

حيث وجد الأهالي أنفسهم ضحية لإهمال المسئولين الملتهبة ولهيب الصيف غير مدركين لما يعانيه الأهالي من مشكلات تؤرق حياتهم ووصلت إلي حد تهديدهم حياتهم بالموت خاصة أن كل ما حولهم يؤدي إلي الموت فالمياه التي يشربها أهالي المدينة غير صالحة للاستهلاك الادمي وتصيب بالفشل الكلوي والمستشفي غير مؤهل ولاتوجد بها أدوية والقمامة تجتاح الشوارع والأزقة وتنشر الأوبئة والأمراض‏,‏ أما أخطر المشاكل فتكمن في التوك توك الذي يقوده الصبية ممن لايتجاوز معدل أعمارهم‏10‏ سنوات ويدهسون الأهالي بلا رحمة هذا فضلا عن الطرق غير الممهدة التي تعوق حركة السير بالشوارع وكذلك الفقر الذي يخيم علي أهالي المدينة التي ربما يتحسن فيها الوضع نسبيا عن باقي أهالي قري مركز منفلوط الذين يعانون أشد المعاناة ولايجدون من يسأل عنهم أو يبحث عن مشاكلهم‏.‏ يقول خالد محمد عبد الله ـ موظف ـ إن مشكلة أهالي مدينة منفلوط فاقت كل الحدود‏,‏ حيث إن الأهالي يتجرعون الموت البطيئ يوميا من خلال استخدام المياه التي تصل لمنازل المدينة والتي لها رائحة كريهة ولون داكن وطعم يقترب من رائحة الصرف الصحي وارتفاع نسبة الحديد والمنجنيز في المياه وهو ما أسفر عن ارتفاع عدد ضحايا مرض الفشل الكلوي الذي ينتشر كالوباء في منازل مدينة منفلوط‏,‏ وطالبنا أكثر من مرة السيد محافظ أسيوط بانتداب أطباء من الصحة لعمل تحليل عشوائي من أي منزل من منازل المدينة للاطمئنان علي مدي مطابقة المياه للمواصفات القياسية‏,‏ وكذلك علي صحة المواطنين بعدما اشيع أن المياه هي السبب الرئيسي في إصابة العديد من أهالي المدينة بالفشل الكلوي‏.‏ ويضيف ماجد صدقي روفائيل ـ موظف ـ أن مشكلة القمامة فاقت كل الحدود في مدينة منفلوط‏,‏ حيث انتشرت أكوام القمامة في جميع الشوارع وسط غياب تام لمسئولي مجلس المدينة الذين باتوا فاقدين للوعي تماما‏,‏ ولايشعرون بما يفعلون خاصة وأن القمامة تحاصر مقر مكتب رئيس مجلس المدينة ولايحرك له ساكنا وهو ما ترتب عليه انتشار جيل من الفئران والحشرات الزاحفة والطائرة التي تزحف علي المنازل المجاورة لتلك التلال وتقوم بنقل الأمراض والأوبئة في المدينة بأكملها‏.‏ ويشير جمال عامر محمد ـ مدرس ـ أن مشكلة التوك توك استفحلت بالمدينة وباتت من المشكلات العضال التي لايجد لها الجميع حلا‏,‏ حيث انتشرت تلك المركبات بشكل عشوائي دفع جميع الأهالي إلي مسايرة الوضع وشراء مركبات جديدة للعمل داخل المدينة التي لايوجد بها موضع لقدم وليس لمركبة وترتب علي ذلك قيادة تلك المركبات من قبل بعض الصبية الصغار ممن لايتجاوز معدل اعمارهم‏10‏ سنوات ويمرحون بتلك المركبات في الشوارع مستخدمين مكبرات الصوت العالية جدا غير مستمعين لصرخات الأهالي الذين يدهسونها أثناء السير والأغرب من ذلك الحوادث المتكررة لتلك المركبات والتي تحدث اصابات بالغة للمواطنين بسبب انقلابها المتكرر لسيرها علي ثلاث عجلات وفقدان توازنها هذا فضلا عن الجرائم التي ترتكب بتلك المركبة التي يصعب التعرف عليها لعدم وجود أي ضوابط لها‏.‏ وفي تعقيب للواء السيد البرعي محافظ أسيوط أكد أنه سيقوم بإرسال لجنة من المتابعة بالمحافظة للوقوف علي مدي مشكلات المدينة من مياه وقمامة واعداد تقرير لمحاسبة المقصرين وفيما يخص المشكلات الصحية فقد تم بالفعل إحالة‏6‏ أطباء و‏10‏ ممرضات بمستشفيات منفلوط المركزي والصحة الإنجابية إلي التحقيق بسبب تغيبهم عن العمل وعدم وجودهم بالنوبتجيات الخاصة بهم خلال ساعات العمل‏,‏ وقد قام اللواء يعقوب حسن سكرتير عام المحافظة باعداد تقرير يفيد بعدم وجود الأطباء والممرضات خلال فترة النوبتجية منوها عن عملية الإهمال في النظافة وعدم وجود الاخصائيين‏,‏ وطالب بضرورة الاهتمام بوجود عدد كاف من الحضانات اللازمة لرعاية الأطفال في الفترة الأولي‏,‏ حيث لايوجد سوي‏4‏ حضانات فقط بمستشفي الصحة الإنجابية‏.‏